لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ٤٠٩
أو قدرا. ومززه بذلك الأمر: فضله، قال المتنخل الهذلي:
لكان أسوة حجاج وإخوته في جهدنا، وله شف وتمزيز كأنه قال: ولفضلته على حجاج وإخوته، وهم بنو المتنخل.
ويقال: هذا شئ له مز على هذا أي فضل. وهذا أمز من هذا أي أفضل.
وهذا له علي مز أي فضل. وفي حديث النخعي: إذا كان المال ذا مز ففرقه في الأصناف الثمانية، وإذا كان قليلا فأعطه صنفا واحدا، أي إذا كان ذا فضل وكثرة. وقد مز مزازة، فهو مزيز إذا كثر. وما بقي في الإناء إلا مزة أي قليل. والمز: اسم الشئ المزيز، والفعل مز يمز، وهو الذي يقع موقعا في بلاغته وكثرته وجودته.
الليث: المز من الرمان ما كان طعمه بين حموضة وحلاوة، والمز بين الحامض والحلو، وشراب مز بين الحلو والحامض.
والمز والمزة والمزاء: الخمر اللذيذة الطعم، سميت بذلك للذعها اللسان، وقيل: اللذيذة المقطع، عن ابن الأعرابي. قال الفارسي:
المزاء على تحويل التضعيف، والمزاء اسم لها، ولو كان نعتا لقيل مزاء، بالفتح. وقال اللحياني: أهل الشام يقولون هذه خمرة مزة، وقال أبو حنيفة: المزة والمزاء الخمر التي تلذع اللسان وليست بالحامضة، قال الأخطل يعيب قوما:
بئس الصحاة وبئس الشرب شربهم إذا جرت فيهم المزاء والسكر وقال ابن عرس في جنيد بن عبد الرحمن المزي:
لا تحسبن الحرب نوم الضحى، وشربك المزاء بالبارد فلما بلغه ذلك قال: كذب علي والله ما شربتها قط، المزاء: من أسماء الخمر يكون فعالا من المزية وهي الفضيلة، تكون من أمزيت فلانا على فلان أي فضلته. أبو عبيد: المزاء ضرب من الشراب يسكر، بالضم، قال الجوهري: وهي فعلاء، بفتح العين، فأدغم لأن فعلاء ليس من أبنيتهم. ويقال: هو فعال من المهموز، قال: وليس بالوجه لأن الاشتقاق ليس يدل على الهمز كما دل في القراء والسلاء، قال ابن بري في قول الجوهري، وهو فعلاء فأدغم، قال: هذا سهو لأنه لو كانت الهمزة للتأنيث لامتنع الاسم من الصرف عند الإدغام كما امتنع قبل الإدغام، وإنما مزاء فعلاء من المز، وهو الفضل: والهمز فيه للإلحاق، فهو بمنزلة قوباء في كونه على وزن فعلاء، قال: ويجوز أن يكون مزاء فعالا من المزية، والمعنى فيهما واحد، لأنه يقال: هو أمزى منه وأمز منه أي أفضل. وفي الحديث: أخشى أن تكون المزاء التي نهيت عنها عبد القيس، وهي فعلاء من المزازة أو فعال من المز الفضل. وفي حديث أنس، رضي الله عنه: ألا إن المزات حرام، يعني الخمور، وهي جمع مزة الخمر التي فيها حموضة، ويقال لها المزاء، بالمد أيضا، وقيل: هي من خلط البسر والتمر، وقال بعضهم: المزة الخمرة التي فيها مزازة، وهو طعم بين الحلاوة والحموضة، وأنشد:
مزة قبل مزجها، فإذا ما مزجت، لذ طعمها من يذوق وحكى أبو زيد عن الكلابيين: شرابكم مز وقد مز
(٤٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 ... » »»
الفهرست