لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٥٠٦
من أبنية المبالغة فكأنه تناهى في الطهارة. والماء الطاهر غير الطهور، وهو الذي لا يرفع الحدث ولا يزيل النجس كالمستعمل في الوضوء والغسل.
والمطهرة: الإناء الذي يتوضأ به ويتطهر به.
والمطهرة: الإداوة، على التشبيه بذلك، والجمع المطاهر، قال الكميت يصف القطا:
يحملن قدام الجآ جي في أساق كالمطاهر وكل إناء يتطهر منه مثل سطل أو ركوة، فهو مطهرة.
الجوهري: والمطهرة والمطهرة الإداوة، والفتح أعلى. والمطهرة:
البيت الذي يتطهر فيه.
والطهارة، اسم يقوم مقام التطهر بالماء: الاستنجاء والوضوء.
والطهارة: فضل ما تطهرت به. والتطهر: التنزه والكف عن الإثم وما لا يجمل. ورجل طاهر الثياب أي منزه، ومنه قول الله عز وجل في ذكر قوم لوط وقولهم في مؤمني قوم لوط: إنهم أناس يتطهرون، أي يتنزهون عن إتيان الذكور، وقيل: يتنزهون عن أدبار الرجال والنساء، قاله قوم لوط تهكما.
والتطهر: التنزه عما لا يحل، وهم قوم يتطهرون أي يتنزهون من الأدناس. وفي الحديث: السواك مطهرة للفم.
رجل طهر الخلق وطاهره، والأنثى طاهرة، وإنه لطاهر الثياب أي ليس بذي دنس في الأخلاق. ويقال: فلان طاهر الثياب إذا لم يكن دنس الأخلاق، قال امرؤ القيس:
ثياب بني عوف طهارى نقية وقوله تعالى: وثيابك فطهر، معناه وقلبك فطهر، وعليه قول عنترة:
فشككت بالرمح الأصم ثيابه، ليس الكريم على القنا بمحرم أي قلبه، وقيل: معنى وثيابك فطهر، أي نفسك، وقيل: معناه لا تكن غادرا فتدنس ثيابك فإن الغادر دنس الثياب. قال ابن سيده: ويقال للغادر دنس الثياب، وقيل: معناه وثيابك فقصر فإن تقصير الثياب طهر لأن الثوب إذا انجر على الأرض لم يؤمن أن تصيبه نجاسة، وقصره يبعده من النجاسة، والتوبة التي تكون بإقامة الحد كالرجم وغيره: طهور للمذنب، وقيل معنى قوله: وثيابك فطهر، يقول: عملك فأصلح، وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله: وثيابك فطهر، يقول: لا تلبس ثيابك على معصية ولا على فجور وكفر، وأنشد قول غيلان:
إني بحمد الله، لا ثوب غادر لبست، ولا من خزية أتقنع الليث: والتوبة التي تكون بإقامة الحدود نحو الرجم وغيره طهور للمذنب تطهره تطهيرا، وقد طهره الحد وقوله تعالى: لا يمسه إلا المطهرون، يعني به الكتاب لا يمسه إلا المطهرون عنى به الملائكة، وكله على المثل، وقيل: لا يمسه في اللوح المحفوظ إلا الملائكة. وقوله عز وجل: أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم، أي أن يهديهم. وأما قوله: طهره إذا أبعده، فالهاء فيه بدل من الحاء في طحره، كما قالوا مدهه في معنى مدحه.
وطهر فلان ولده إذا أقام سنة ختانه، وإنما سماه المسلمون تطهيرا لأن النصارى لما تركوا سنة الختان
(٥٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 ... » »»
الفهرست