لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٣
(ر) حرف الراء الراء من الحروف المجهورة، وهي من الحروف الذلق، وسميت ذلقا لأن الذلاقة في المنطق إنما هي بطرف أسلة اللسان، والحروف الذلق ثلاثة: الراء واللام والنون، وهن في حيز واحد، وقد ذكرنا في أول حرف الباء دخول الحروف الستة الذلق والشفوية كثرة دخولها في أبنية الكلام.
* أبر: أبر النخل والزرع يأبره، ويأبره أبرا وإبارا وإبارة وأبره: أصلحه. وأتبرت فلانا: سألته أن يأبر نخلك، وكذلك في الزرع إذا سألته أن يصلحه لك، قال طرفة:
ولي الأصل الذي، في مثله، يصلح الآبر زرع المؤتبر والآبر: العامل. والمؤتبر: رب الزرع. والمأبور: الزرع والنخل المصلح. وفي حديث علي بن أبي طالب في دعائه على الخوارج: أصابكم حاصب ولا بقي منكم آبر أي رجل يقوم بتأبير النخل وإصلاحها، فهو اسم فاعل من أبر المخففة، ويروى بالثاء المثلثة، وسنذكره في موضعه، وقوله:
أن يأبروا زرعا لغيرهم، والأمر تحقره وقد ينمي قال ثعلب: المعنى أنهم قد حالفوا أعداءهم ليستعينوا بهم على قوم آخرين، وزمن الإبار زمن تلقيح النخل وإصلاحه، وقال أبو حنيفة: كل إصلاح إبارة، وأنشد قول حميد:
إن الحبالة ألهتني إبارتها، حتى أصيدكما في بعضها قنصا فجعل إصلاح الحبالة إبارة. وفي الخبر: خير المال مهرة مأمورة وسكة مأبورة، السكة الطريقة المصطفة من النخل، والمأبورة: الملقحة، يقال: أبرت النخلة وأبرتها، فهي مأبورة ومؤبرة، وقيل: السكة سكة الحرث، والمأبورة المصلحة له، أراد خير المال نتاج أو زرع. وفي الحديث: من باع نخلا قد أبرت فثمرتها للبائع إلا أن يشترط المبتاع. قال أبو منصور: وذلك أنها لا تؤبر إلا بعد
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست