الفارسي:
هم أنشبوا صم القنا في نحورهم، وبيضا تقيض البيض من حيث طائر فإنه عنى بالطائر الدماغ وذلك من حيث قيل له فرخ، قال:
ونحن كشفنا، عن معاوية، التي هي الأم تغشى كل فرخ منقنق عنى بالفرخ الدماغ كما قلنا. وقوله منقنق إقراطا من القول:
ومثله قول ابن مقبل:
كأن نزو فراخ الهام، بينهم، نزو القلات، زهاها قال قالينا وأرض مطارة: كثيرة الطير. فأما قوله تعالى: إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله، فإن معناه أخلق خلقا أو جرما، وقوله: فأنفخ فيه، الهاء عائدة إلى الطير، ولا يكون منصرفا إلى الهيئة لوجهين: أحدهما أن الهية أنثى والضمير مذكر، والآخر أن النفخ لا يقع في الهيئة لأنها نوع من أنواع العرض، والعرض لا ينفخ فيه، وإنما يقع النفخ في الجوهر، قال: وجميع هذا قول الفارسي، قال: وقد يجوز أن يكون الطائر اسما للجمع كالجامل والباقر، وجمع الطائر أطيار، وهو أحد ما كسر على ما يكسر عليه مثله، فأما الطيور فقد تكون جمع طائر كساجد وسجود، وقد تكون جمع طير الذي هو اسم للجمع، وزعم قطرب أن الطير يقع للواحد، قال ابن سيده: ولا أدري كيف ذلك إلا أن يعني به المصدر، وقرئ: فيكون طيرا بإذن الله، وقال ثعلب: الناس كلهم يقولون للواحد طائر وأبو عبيدة معهم، ثم انفرد فأجاز أن يقال طير للواحد وجمعه على طيور، قال الأزهري:
وهو ثقة. الجوهري: الطائر جمعه طير مثل صاحب وصحب وجمع الطير طيور وأطيار مثل فرخ وأفراخ. وفي الحديث: الرؤيا لأول عابر وهي على رجل طائر، قال: كل حركة من كلمة أو جار يجري، فهو طائر مجازا، أراد: على رجل قدر جار، وقضاء ماض، من خير أو شر، وهي لأول عابر يعبرها، أي أنها إذا احتملت تأويلين أو أكثر فعبرها من يعرف عباراتها، وقعت على ما أولها وانتفى عنها غيره من التأويل، وفي رواية أخرى:
الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر أي لا يستقر تأويلها حتى تعبر، يريد أنها سريعة السقوط إذا عبرت كما أن الطير لا يستقر في أكثر أحواله، فكيف ما يكون على رجله؟ وفي حديث أبي بكر والنسابة: فمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء لأنه لما نحر فداء ابنه عبد الله أبي سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم مائة بعير فرقها على رؤوس الجبال فأكلتها الطير. وفي حديث أبي ذر: تركنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وما طائر يطير بجناحيه إلا عندنا منه علم، يعني أنه استوفى بيان الشريعة وما يحتاج إليه في الدين حتى لم يبق مشكل، فضرب ذلك مثلا، وقيل: أراد أنه لم يترك شيئا إلا بينه حتى بين لهم أحكام الطير وما يحل منه وما يحرم وكيف يذبح، وما الذي يفدي منه المحرم إذا أصابه، وأشباه ذلك، ولم يرد أن في الطير علما سوى ذلك علمهم إياه ورخص لهم أن يتعاطوا زجر الطير كما كان يفعله أهل الجاهلية. وقوله عز وجل: ولا طائر يطير بجناحيه، قال ابن جني: