لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٥٠٧
غمسوا أولادهم في ماء صبغ بصفرة يصفر لون المولود وقالوا: هذه طهرة أولادنا التي أمرنا بها، فأنزل الله تعالى: صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة، أي اتبعوا دين الله وفطرته وأمره لا صبغة النصارى، فالختان هو التطهير لا ما أحدثه النصارى من صبغة الأولاد. وفي حديث أم سلمة: إني أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر، فقال لها رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يطهره ما بعده، قال ابن الأثير: هو خاص فيما كان يابسا لا يعلق بالثوب منه شئ، فأما إذا كان رطبا فلا يطهر إلا بالغسل، وقال مالك: هو أن يطأ الأرض القذرة ثم يطأ الأرض اليابسة النظيفة فإن بعضها يطهر بعضا، فأما النجاسة مثل البول ونحوه تصيب الثوب أو بعض الجسد، فإن ذلك لا يطهره إلا الماء إجماعا، قال ابن الأثير: وفي إسناد هذا الحديث مقال.
* طور: الطور: التارة، تقول: طورا بعد طور أي تارة بعد تارة، وقال الشاعر في وصف السليم:
تراجعه طورا وطورا تطلق قال ابن بري: صوابه:
تطلقه طورا وطورا تراجع والبيت للنابغة الذبياني، وهو بكماله:
تناذرها الراقون من سوء سمها، نطلقه طورا وطورا تراجع وقبله:
فبت كأني ساورتني ضئيلة من الرقش، في أنيابها السم ناقع يريد: أنه بات من توعد النعمان على مثل هذه الحالة وكان حلف للنعمان أنه لم يتعرض له بهجاء، ولهذا قال بعد هذا:
فإن كنت، لا ذو الضغن عني مكذب، ولا حلفي على البراءة نافع ولا أنا مأمون بشئ أقوله، وأنت بأمر لا محالة واقع فإنك كالليل الذي هو مدركي، وإن خلت أن المنتأى عنك واسع وجمع الطور أطوار. والناس أطوار أي أخياف على حالات شتى. والطور: الحال، وجمعه أطوار. قال الله تعالى: وقد خلقكم أطوارا، معناه ضروبا وأحوالا مختلفة، وقال ثعلب: أطوارا أي خلقا مختلفة كل واحد على حدة، وقال الفراء: خلقكم أطوارا، قال:
نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظما، وقال الأخفش: طورا علقة وطورا مضغة، وقال غيره: أراد اختلاف المناظر والأخلاق، قال الشاعر:
والمرء يخلق طورا بعد أطوار وفي حديث سطيح:
فإن ذا الدهر أطوار دهارير الأطوار: الحالات المختلفة والتارات والحدود، واحدها طور، أي مرة ملك ومرة هلك ومرة بؤس ومرة نعم.
والطور والطوار (* قوله: والطور والطوار بالفتح والضم): ما كان على حذو الشئ أو بحذائه. ورأيت حبلا بطوار هذا الحائط أي بطوله. ويقال: هذه الدار على طوار هذه الدار أي حائطها متصل بحائطها على نسق واحد. قال أبو بكر: وكل شئ ساوى شيئا، فهو طوره
(٥٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 ... » »»
الفهرست