لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٧٣٢
لبي زيد، وأنشد:
دعوت لمانا بني مسورا، * فلبى، فلبي يدي مسور فلو كان بمنزلة على لقلت: فلبى يدي، لأنك لا تقول: علي زيد إذا أظهرت الاسم. قال ابن جني: الألف في لبى عند بعضهم هي ياء التثنية في لبيك، لأنهم اشتقوا من الاسم المبني الذي هو الصوت مع حرف التثنية فعلا، فجمعوه من حروفه، كما قالوا من لا إله إلا الله: هللت ، ونحو ذلك، فاشتقوا لبيت من لفظ لبيك، فجاؤوا في لفظ لبيت بالياء التي للتثنية في لبيك، وهذا قول سيبويه.
قال: وأما يونس فزعم أن لبيك اسم مفرد، وأصله عنده لبب، وزنه فعلل، قال: ولا يجوز أن تحمله على فعل، لقلة فعل في الكلام، وكثرة فعلل، فقلبت الباء، التي هي اللام الثانية من لبب، ياء، هربا من التضعيف، فصار لبي، ثم أبدل الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار لبى، ثم إنه لما وصلت بالكاف في لبيك، وبالهاء في لبيه، قلبت الألف ياء كما قلبت في إلى وعلى ولدى إذا وصلتها بالضمير، فقلت إليك وعليك ولديك، واحتج سيبويه على يونس فقال: لو كانت ياء لبيك، بمنزلة ياء عليك ولديك، لوجب، متى أضفتها إلى المظهر، أن تقرها ألفا، كما أنك إذا أضفت عليك وأختيها إلى المظهر، أقررت ألفها بحالها، ولكنت تقول على هذا: لبى زيد، ولبى جعفر، كما تقول : إلى زيد، وعلى عمرو، ولدى خالد، وأنشد قوله: فلبي يدي مسور، قال: فقوله لبي، بالياء مع إضافته إلى المظهر، يدل على أنه اسم مثنى، بمنزلة غلامي زيد، ولباه قال:
لبيك، ولبى بالحج كذلك، وقول المضرب بن كعب:
وإني بعد ذاك لبيب إنما أراد ملب بالحج. وقوله بعد ذاك أي مع ذاك. وحكى ثعلب: لبأت بالحج. قال: وكان ينبغي أن يقول: لبيت بالحج. ولكن العرب قد قالته بالهمز، وهو على غير القياس.
وفي حديث الإهلال بالحج: لبيك اللهم لبيك، هو من التلبية، وهي إجابة المنادي أي إجابتي لك يا رب، وهو مأخوذ مما تقدم. وقيل: معناه إخلاصي لك، من قولهم: حسب لباب إذا كان خالصا محضا، ومنه لب الطعام ولبابه. وفي حديث علقمة أنه قال للأسود: يا أبا عمرو.
قال: لبيك! قال: لبى يديك. قال الخطابي: معناه سلمت يداك وصحتا، وإنما ترك الإعراب في قوله يديك، وكان حقه أن يقول:
يداك، ليزدوج يديك بلبيك. وقال الزمخشري: معنى لبى يديك أي أطيعك، وأتصرف بإرادتك، وأكون كالشئ الذي تصرفه بيديك كيف شئت. ولباب لباب يريد به: لا بأس، بلغة حمير.
قال ابن سيده: وهو عندي مما تقدم، كأنه إذا نفى البأس عنه استحب ملازمته.
واللبب: معروف، وهو ما يشد على صدر الدابة أو الناقة، قال ابن سيده وغيره: يكون للرحل والسرج يمنعهما من الاستئخار، والجمع ألباب، قال سيبويه: لم يجاوزوا به هذا البناء.
وألببت السرج: عملت له لببا. وألببت الفرس، فهو ملبب، جاء على الأصل، وهو نادر: جعلت له لببا. قال: وهذا الحرف هكذا رواه ابن السكيت، بإظهار التضعيف. وقال ابن كيسان: هو غلط، وقياسه ملب، كما يقال محب، من
(٧٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 727 728 729 730 731 732 733 734 735 736 737 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805