لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٧٠٥
جريبة بن الأشيم:
فإذا سمعت بأنني قد بعتكم * بوصال غانية، فقل كذبذب قال ابن جني: أما كذبذب خفيف، وكذبذب ثقيل، فهاتان بناءان لم يحكهما سيبويه. قال: ونحوه ما رويته عن بعض أصحابنا، من قول بعضهم ذرحرح، بفتح الرائين.
والأنثى: كاذبة وكذابة وكذوب.
والكذب: جمع كاذب، مثل راكع وركع، قال أبو دواد الرؤاسي:
متى يقل تنفع الأقوام قولته، * إذا اضمحل حديث الكذب الولعه أليس أقربهم خيرا، وأبعدهم * شرا، وأسمحهم كفا لمن منعه لا يحسد الناس فضل الله عندهم، * إذا تشوه نفوس الحسد الجشعه الولعة: جمع والع، مثل كاتب وكتبة. والوالع: الكاذب، والكذب جمع كذوب، مثل صبور وصبر، ومنه قرأ بعضهم: ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب، فجعله نعتا للألسنة. الفراء: يحكى عن العرب أن بني نمير ليس لهم مكذوبة.
وكذب الرجل: أخبر بالكذب.
وفي المثل: ليس لمكذوب رأي. ومن أمثالهم:
المعاذر مكاذب. ومن أمثالهم: أن الكذوب قد يصدق، وهو كقولهم: مع الخواطئ سهم صائب. اللحياني: رجل تكذاب وتصداق أي يكذب ويصدق.
النضر: يقال للناقة التي يضربها الفحل فتشول، ثم ترجع حائلا: مكذب وكاذب، وقد كذبت وكذبت. أبو عمرو: يقال للرجل يصاح به وهو ساكت يري أنه نائم: قد أكذب، وهو الإكذاب. وقوله تعالى: حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا، قراءة أهل المدينة، وهي قراءة عائشة، رضي الله عنها، بالتشديد وضم الكاف. روي عن عائشة، رضي الله عنها، أنها قالت: استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم أن يصدقوهم، وظنت الرسل أن من قد آمن من قومهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله، وكانت تقرؤه بالتشديد، وهي قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي : كذبوا، بالتخفيف.
وروي عن ابن عباس أنه قال: كذبوا، بالتخفيف، وضم الكاف.
وقال: كانوا بشرا، يعني الرسل، يذهب إلى أن الرسل ضعفوا، فظنوا أنهم قد أخلفوا.
قال أبو منصور: إن صح هذا عن ابن عباس، فوجهه عندي، والله أعلم، أن الرسل خطر في أوهامهم ما يخطر في أوهام البشر، من غير أن حققوا تلك الخواطر ولا ركنوا إليها، ولا كان ظنهم ظنا اطمأنوا إليه، ولكنه كان خاطرا يغلبه اليقين. وقد روينا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: تجاوز الله عن أمتي ما حدثت به أنفسها.
ما لم ينطق به لسان أو تعمله يد، فهذا وجه ما روي عن ابن عباس. وقد روي عنه أيضا:
أنه قرأ حتى إذا استيأس الرسل من قومهم الإجابة، وظن قومهم أن الرسل قد كذبهم الوعيد. قال أبو منصور: وهذه الرواية أسلم، وبالظاهر أشبه، ومما يحققها ما روي عن سعيد بن جبير أنه قال: استيأس الرسل من قومهم، وظن قومهم أن الرسل
(٧٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 700 701 702 703 704 705 706 707 708 709 710 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805