لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٧٠٠
وقال: وكتبنا عليهم فيها أي فرضنا. ومن هذا قول النبي، صلى الله عليه وسلم، لرجلين احتكما إليه: لأقضين بينكما بكتاب الله أي بحكم الله الذي أنزل في كتابه، أو كتبه على عباده، ولم يرد القرآن، لأن النفي والرجم لا ذكر لهما فيه، وقيل: معناه أي بفرض الله تنزيلا أو أمرا، بينه على لسان رسوله، صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى: كتاب الله عليكم، مصدر أريد به الفعل أي كتب الله عليكم، قال: وهو قول حذاق النحويين (1) (1 قوله وهو قول حذاق النحويين هذه عبارة الأزهري في تهذيبه ونقلها الصاغاني في تكملته، ثم قال: وقال الكوفيون هو منصوب على الاغراء بعليكم وهو بعيد، لأن ما انتصب بالاغراء لا يتقدم على ما قام مقام الفعل وهو عليكم وقد تقدم في هذا الموضع. ولو كان النص عليكم كتاب الله لكان نصبه على الاغراء أحسن من المصدر.). وفي حديث أنس بن النضر، قال له: كتاب الله القصاص أي فرض الله على لسان نبيه، صلى الله عليه وسلم، وقيل: هو إشارة إلى قول الله، عز وجل:
والسن بالسن، وقوله تعالى: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به. وفي حديث بريرة: من اشترط شرطا ليس في كتاب الله أي ليس في حكمه، ولا على موجب قضاء كتابه، لأن كتاب الله أمر بطاعة الرسول، وأعلم أن سنته بيان له، وقد جعل الرسول الولاء لمن أعتق، لا أن الولاء مذكور في القرآن نصا.
والكتبة: اكتتابك كتابا تنسخه.
واستكتبه: أمره أن يكتب له، أو اتخذه كاتبا. والمكاتب: العبد يكاتب على نفسه بثمنه، فإذا سعى وأداه عتق.
وفي حديث بريرة: أنها جاءت تستعين بعائشة، رضي الله عنها، في كتابتها.
قال ابن الأثير: الكتابة أن يكاتب الرجل عبده على مال يؤديه إليه منجما، فإذا أداه صار حرا. قال: وسميت كتابة، بمصدر كتب، لأنه يكتب على نفسه لمولاه ثمنه، ويكتب مولاه له عليه العتق. وقد كاتبه مكاتبة، والعبد مكاتب. قال:
وإنما خص العبد بالمفعول، لأن أصل المكاتبة من المولى، وهو الذي يكاتب عبده. ابن سيده: كاتبت العبد:
أعطاني ثمنه على أن أعتقه. وفي التنزيل العزيز: والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا. معنى الكتاب والمكاتبة: أن يكاتب الرجل عبده أو أمته على مال ينجمه عليه، ويكتب عليه أنه إذا أدى نجومه، في كل نجم كذا وكذا، فهو حر، فإذا أدى جميع ما كاتبه عليه، فقد عتق، وولاؤه لمولاه الذي كاتبه. وذلك أن مولاه سوغه كسبه الذي هو في الأصل لمولاه، فالسيد مكاتب، والعبد مكاتب إذا عقد عليه ما فارقه عليه من أداء المال، سميت مكاتبة لما يكتب للعبد على السيد من العتق إذا أدى ما فورق عليه، ولما يكتب للسيد على العبد من النجوم التي يؤديها في محلها، وأن له تعجيزه إذا عجز عن أداء نجم يحل عليه. الليث: الكتبة الخرزة المضمومة بالسير، وجمعها كتب. ابن سيده: الكتبة، بالضم، الخرزة التي ضم السير كلا وجهيها. وقال اللحياني: الكتبة السير الذي تخرز به المزادة والقربة، والجمع كتب، بفتح التاء، قال ذو الرمة:
وفراء غرفية أثأى خوارزها * مشلشل، ضيعته بينها الكتب
(٧٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 695 696 697 698 699 700 701 702 703 704 705 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805