لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٥٨٨
قال: وأقامت قريش بعربة فتنخت بها، وانتشر سائر العرب في جزيرتها، فنسبوا كلهم إلى عربة، لأن أباهم إسماعيل، صلى الله عليه وسلم، بها نشأ، وربل أولاده فيها، فكثروا ، فلما لم تحتملهم البلاد، انتشروا وأقامت قريش بها. وروي عن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، أنه قال: قريش هم أوسط العرب في العرب دارا، وأحسنه جوارا، وأعربه ألسنة.
وقال قتادة: كانت قريش تجتبي، أي تختار، أفضل لغات العرب، حتى صار أفضل لغاتها لغتها، فنزل القرآن بها. قال الأزهري: وجعل الله، عز وجل، القرآن المنزل على النبي المرسل محمد، صلى الله عليه وسلم، عربيا، لأنه نسبه إلى العرب الذين أنزله بلسانهم، وهم النبي والمهاجرون والأنصار الذين صيغة لسانهم لغة العرب، في باديتها وقراها، العربية، وجعل النبي، صلى الله عليه وسلم، عربيا لأنه من صريح العرب، ولو أن قوما من الأعراب الذين يسكنون البادية حضروا القرى العربية وغيرها، وتناءوا معهم فيها، سموا عربا ولم يسموا أعرابا. وتقول: رجل عربي اللسان إذا كان فصيحا، وقال الليث: يجوز أن يقال رجل عرباني اللسان قال: والعرب المستعربة هم الذين دخلوا فيهم بعد، فاستعربوا. قال الأزهري: المستعربة عندي قوم من العجم دخلوا في العرب، فتكلموا بلسانهم، وحكوا هيئاتهم، وليسوا بصرحاء فيهم. وقال الليث: تعربوا مثل استعربوا. قال الأزهري: ويكون التعرب أن يرجع إلى البادية، بعدما كان مقيما بالحضر، فيلحق بالأعراب. ويكون التعرب المقام بالبادية، ومنه قول الشاعر:
تعرب آبائي! فهلا وقاهم، * من الموت، رملا وزرود يقول: أقام آبائي بالبادية، ولم يحضروا القرى. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
الثيب تعرب عن نفسها أي تفصح. وفي حديث آخر: الثيب يعرب عنها لسانها، والبكر تستأمر في نفسها. وقال أبو عبيد: هذا الحرف جاء في الحديث يعرب، بالتخفيف.
وقال الفراء: إنما هو يعرب، بالتشديد. يقال: عربت عن القوم إذا تكلمت عنهم، واحتججت لهم، وقيل: إن أعرب بمعنى عرب. وقال الأزهري: الإعراب والتعريب معناهما واحد، وهو الإبانة، يقال: أعرب عنه لسانه وعرب أي أبان وأفصح. وأعرب عن الرجل: بين عنه. وعرب عنه: تكلم بحجته. وحكى ابن الأثير عن ابن قتيبة: الصواب يعرب عنها، بالتخفيف. وإنما سمي الإعراب إعرابا ، لتبيينه وإيضاحه، قال: وكلا القولين لغتان متساويتان، بمعنى الإبانة والإيضاح.
ومنه الحديث الآخر فإنما كان يعرب عما في قلبه لسانه. ومنه حديث التيمي:
كانوا يستحبون أن يلقنوا الصبي، حين يعرب، أن يقول: لا إله إلا الله، سبع مرات أي حين ينطق ويتكلم. وفي حديث السقيفة: أعربهم أحسابا أي أبينهم وأوضحهم. ويقال: أعرب عما في ضميرك أي أبن. ومن هذا يقال للرجل الذي أفصح بالكلام:
أعرب. وقال أبو زيد الأنصاري: يقال أعرب الأعجمي إعرابا، وتعرب تعربا، واستعرب استعرابا: كل ذلك للأغتم دون
(٥٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 583 584 585 586 587 588 589 590 591 592 593 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805