قوله أسقبا: فعل ماض، لا نعت لفحل، على أنه اسم مثل أحمر، وإنما هو فعل وفاعل في موضع النعت له. واستعمل الأعشى السقبة للأتان، فقال:
لاحه الصيف والغيار، وإشفا * ق على سقبة، كقوس الضال الأزهري: كانت المرأة في الجاهلية، إذا مات زوجها، حلقت رأسها، وخمشت وجهها، وحمرت قطنة من دم نفسها، ووضعتها على رأسها، وأخرجت طرف قطنتها من خرق قناعها، ليعلم الناس أنها مصابة، ويسمى ذلك السقاب، ومنه قول خنساء:
لما استبانت أن صاحبها ثوى، * حلقت، وعلت رأسها بسقاب والسقب: القرب.
وقد سقبت الدار، بالكسر، سقوبا أي قربت، وأسقبت، وأسقبتها أنا: قربتها.
وأبياتهم متساقبة أي متدانية. ومنه الحديث: الجار أحق بسقبه. السقب، بالسين والصاد، في الأصل: القرب. يقال: سقبت الدار وأسقبت إذا قربت. ابن الأثير: ويحتج بهذا الحديث من أوجب الشفعة للجار، وإن لم يكن مقاسما، أي إن الجار أحق بالشفعة من الذي ليس بجار، ومن لم يثبتها للجار تأول الجار على الشريك، فإن الشريك يسمى جارا، قال:
ويحتمل أن يكون أراد: أنه أحق بالبر والمعونة بسبب قربه من جاره، كما جاء في الحديث الآخر: أن رجلا قال للنبي، صلى الله عليه وسلم:
إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منك بابا. والسقب والصقب والسقيبة: عمود الخباء. وسقوب الإبل: أرجلها، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
لها عجز ريا، وساق مشيحة على البيد، تنبو بالمرادي سقوبها والسعب: كل ما تسعب من شراب أو غيره.
والصاد، في كل ذلك، لغة.
والسقب: الطويل من كل شئ، مع ترارة. الأزهري في ترجمة صقب: يقال للغصن الريان الغليظ الطويل سقب، وقال ذو الرمة:
سقبان لم يتقشر عنهما النجب قال: وسئل أبو الدقيش عنه، فقال: هو الذي قد امتلأ، وتم عام في كل شئ من نحوه 1 (1 قوله من نحوه الضمير يعود إلى الغصن في عبارة الأزهري التي قبل هذه.)، شمر: في قوله سقبان أي طويلان، ويقال صقبان.
* سقعب: السقعب: الطويل من الرجال، بالسين والصاد.
* سقلب: السقلب: جيل من الناس. وسقلبه: صرعه.
* سكب: السكب: صب الماء.
سكب الماء والدمع ونحوهما يسكبه سكبا وتسكابا، فسكب وانسكب: صبه فانصب. وسكب الماء بنفسه سكوبا، وتسكابا، وانسكب بمعنى. وأهل المدينة يقولون: اسكب على يدي. وماء سكب، وساكب، وسكوب، وسيكب، وأسكوب: منسكب، أو مسكوب يجري على وجه الأرض من غير حفر.