لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٢٩١
أهله، ونحب أهله، وهم الأنصار، ويجوز أن يكون من باب المجاز الصريح، أي إننا نحب الجبل بعينه لأنه في أرض من نحب.
وفي حديث أنس، رضي الله عنه: انظروا حب الأنصار التمر، يروى بضم الحاء ، وهو الاسم من المحبة، وقد جاء في بعض الروايات، باسقاط انظروا، وقال: حب الأنصار التمر، فيجوز أن يكون بالضم كالأول، وحذف الفعل وهو مراد للعلم به، أو على جعل التمر نفس الحب مبالغة في حبهم إياه، ويجوز أن تكون الحاء مكسورة ، بمعنى المحبوب، أي محبوبهم التمر، وحينئذ يكون التمر على الأول، وهو المشهور في الرواية منصوبا بالحب، وعلى الثاني والثالث مرفوعا على خبر المبتدأ.
وقالوا: حب بفلان، أي ما أحبه إلي، قال أبو عبيد: معناه (1) (1 قوله قال أبو عبيد معناه إلخ الذي في الصحاح قال الفراء معناه إلخ.) حبب بفلان، بضم الباء، ثم سكن وأدغم في الثانية.
وحببت إليه: صرت حبيبا، ولا نظير له إلا شررت، من الشر، وما حكاه سيبويه عن يونس قولهم: لببت من اللب. وتقول: ما كنت حبيبا، ولقد حببت، بالكسر، أي صرت حبيبا. وحبذا الأمر أي هو حبيب . قال سيبويه: جعلوا حب مع ذا، بمنزلة الشئ الواحد، وهو عنده اسم، وما بعده مرفوع به، ولزم ذا حب، وجرى كالمثل، والدليل على ذلك أنهم يقولون في المؤنث: حبذا، ولا يقولون: حبذه. ومنه قولهم: حبذا زيد، فحب فعل ماض لا يتصرف، وأصله حبب، على ما قاله الفراء، وذا فاعله، وهو اسم مبهم من أسماء الإشارة، جعلا شيئا واحدا، فصارا بمنزلة اسم يرفع ما بعده، وموضعه رفع بالابتداء، وزيد خبره، ولا يجوز أن يكون بدلا من ذا، لأنك تقول حبذا امرأة، ولو كان بدلا لقلت: حبذه المرأة. قال جرير:
يا حبذا جبل الريان من جبل، * وحبذا ساكن الريان من كانا وحبذا نفحات من يمانية، * تأتيك، من قبل الريان، أحيانا الأزهري: وأما قولهم: حبذا كذا وكذا، بتشديد الباء، فهو حرف معنى، ألف من حب وذا. يقال: حبذا الإمارة، والأصل حبب ذا، فأدغمت إحدى البائين في الأخرى وشددت، وذا إشارة إلى ما يقرب منك. وأنشد بعضهم:
حبذا رجعها إليها يديها، * في يدي درعها تحل الإزارا (2) (2 قوله إليها يديها هذا ما وقع في التهذيب أيضا ووقع في الجزء العشرين إليك.) كأنه قال: حبب ذا، ثم ترجم عن ذا، فقال هو رجعها يديها إلى حل تكتها أي ما أحبه، ويدا درعها كماها. وقال أبو الحسن بن كيسان: حبذا كلمتان جعلتا شيئا واحدا، ولم تغيرا في تثنية، ولا جمع، ولا تأنيث، ورفع بها الاسم، تقول: حبذا زيد، وحبذا الزيدان، وحبذا الزيدون، وحبذا هند، وحبذا أنت. وأنتما، وأنتم. وحبذا يبتدأ بها، وإن قلت: زيد حبذا، فهي جائزة، وهي قبيحة، لأن حبذا كلمة مدح يبتدأ بها لأنها جواب، وإنما لم تثن، ولم تجمع، ولم
(٢٩١)
مفاتيح البحث: الجواز (1)، التمر (5)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805