ومأدبة، فمن قال مأدبة أراد به الصنيع يصنعه الرجل، فيدعو إليه الناس، يقال منه: أدبت على القوم آدب أدبا، ورجل آدب. قال أبو عبيد: وتأويل الحديث أنه شبه القرآن بصنيع صنعه الله للناس لهم فيه خير ومنافع ثم دعاهم إليه، ومن قال مأدبة: جعله مفعلة من الأدب.
وكان الأحمر يجعلهما لغتين مأدبة ومأدبة بمعنى واحد. قال أبو عبيد: ولم أسمع أحدا يقول هذا غيره، قال: والتفسير الأول أعجب إلي. وقال أبو زيد: آدبت أودب إيدابا، وأدبت آدب أدبا، والمأدبة:
الطعام، فرق بينها وبين المأدبة الأدب.
والأدب: مصدر قولك أدب القوم يأدبهم، بالكسر، أدبا، إذا دعاهم إلى طعامه.
والآدب: الداعي إلى الطعام. قال طرفة:
نحن في المشتاة ندعو الجفلى، * لا ترى الآدب فينا ينتقر وقال عدي:
زجل وبله، يجاوبه دف * لخون مأدوبة، وزمير والمأدوبة: التي قد صنع لها الصنيع. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أما إخواننا بنو أمية فقادة أدبة. الأدبة جمع آدب، مثل كتبة وكاتب، وهو الذي يدعو الناس إلى المأدبة، وهي الطعام الذي يصنعه الرجل ويدعو إليه الناس. وفي حديث كعب، رضي الله عنه: إن لله مأدبة من لحوم الروم بمروج عكاء. أراد: أنهم يقتلون بها فتنتابهم السباع والطير تأكل من لحومهم.
وآدب القوم إلى طعامه يؤدبهم إيدابا، وأدب: عمل مأدبة. أبو عمرو يقال:
جاش أدب البحر، وهو كثرة مائه. وأنشد:
عن ثبج البحر يجيش أدبه، والأدب: العجب. قال منظور بن حبة الأسدي، وحبة أمه:
بشمجى المشي، عجول الوثب، غلابة للناجيات الغلب، حتى أتى أزبيها بالأدب الأزبي: السرعة والنشاط، والشمجى: الناقة السريعة. ورأيت في حاشية في بعض نسخ الصحاح المعروف: الإدب، بكسر الهمزة، ووجد كذلك بخط أبي زكريا في نسخته قال: وكذلك أورده ابن فارس في المجمل.
الأصمعي: جاء فلان بأمر أدب، مجزوم الدال، أي بأمر عجيب، وأنشد:
سمعت، من صلاصل الأشكال، * أدبا على لباتها الحوالي * أذرب: ابن الأثير في حديث أبي بكر، رضي عنه: لتألمن النوم على الصوف الأذربي، يألم أحدكم النوم على حسك السعدان. الأذربي: منسوب إلى أذربيجان، على غير قياس، هكذا تقول العرب ، والقياس أن يقال: أذري بغير باء، كما يقال في النسب إلى رامهرمز رامي، قال: وهو مطرد في النسب إلى الأسماء المركبة.