لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٢١٠
فأكلها، وصلى، ولم يتوضأ.
المؤربة: هي الموفرة التي لم ينقص منها شئ. وقد أربته تأريبا إذا وفرته، مأخوذ من الإرب، وهو العضو، والجمع آراب، يقال: السجود على سبعة آراب، وأرآب أيضا. وأرب الرجل إذا سجد ( 1) (1 قوله وأرب الرجل إذا سجد لم تقف له على ضبط ولعله وأرب بالفتح مع التضعيف.) على آرابه متمكنا. وفي حديث الصلاة: كان يسجد على سبعة آراب أي أعضاء، واحدها إرب، بالكسر والسكون. قال: والمراد بالسبعة الجبهة واليدان والركبتان والقدمان.
والآراب: قطع اللحم.
وأرب الرجل: قطع إربه. وأرب عضوه أي سقط. وأرب الرجل: تساقطت أعضاؤه. وفي حديث جندب: خرج برجل أراب، قيل هي القرحة، وكأنها من آفات الآراب أي الأعضاء، وقد غلب في اليد. فأما قولهم في الدعاء: ما له أربت يده، فقيل قطعت يده، وقيل افتقر فاحتاج إلى ما في أيدي الناس.
ويقال: أربت من يديك أي سقطت آرابك من اليدين خاصة.
وجاء رجل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: دلني على عمل يدخلني الجنة. فقال: أرب ما له؟
معناه: أنه ذو أرب وخبرة وعلم. أرب الرجل، بالضم، فهو أريب، أي صار ذا فطنة.
وفي خبر ابن مسعود، رضي الله عنه: أن رجلا اعترض النبي، صلى الله عليه وسلم، ليسأله، فصاح به الناس، فقال عليه السلام: دعوا الرجل أرب ما له؟ قال ابن الأعرابي: احتاج فسأل ما له. وقال القتيبي في قوله أرب ما له: أي سقطت أعضاؤه وأصيبت، قال: وهي كلمة تقولها العرب لا يراد بها إذا قيلت وقوع الأمر كما يقال عقرى حلقي، وقولهم تربت يداه. قال ابن الأثير: في هذه اللفظة ثلاث روايات: إحداها أرب بوزن علم، ومعناه الدعاء عليه أي أصيبت آرابه وسقطت، وهي كلمة لا يراد بها وقوع الأمر كما يقال تربت يداك وقاتلك الله، وإنما تذكر في معنى التعجب. قال:
وفي هذا الدعاء من النبي، صلى الله عليه وسلم، قولان: أحدهما تعجبه من حرص السائل ومزاحمته، والثاني أنه لما رآه بهذه الحال من الحرص غلبه طبع البشرية، فدعا عليه. وقد قال في غير هذا الحديث: اللهم إنما أنا بشر فمن دعوت عليه، فاجعل دعائي له رحمة. وقيل: معناه احتاج فسأل، من أرب الرجل يأرب إذا احتاج ، ثم قال ما له أي أي شئ به، وما يريد. قال: والرواية الثانية أرب ما له، بوزن جمل، أي حاجة له وما زائدة للتقليل، أي له حاجة يسيرة. وقيل معناه حاجة جاءت به فحذف، ثم سأل فقال ما له. قال:
والرواية الثالثة أرب، بوزن كتف، والأرب: الحاذق الكامل أي هو أرب، فحذف المبتدأ، ثم سأل فقال ما له أي ما شأنه. وروى المغيرة بن عبد الله عن أبيه: أنه أتى النبي، صلى الله عليه سلم، بمنى، فدنا منه، فنحي، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: دعوه فأرب ما له. قال:
فدنوت. ومعناه: فحاجة ما له، فدعوه يسأل. قال أبو منصور: وما صلة. قال: ويجوز أن يكون أراد فأرب من الآراب جاء به، فدعوه. وأرب العضو: قطعه موفرا. يقال: أعطاه
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805