نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٨٧
محمد اليهود والنصارى إلى هذه الدعوة)! فأشرت بقولك هذه الدعوة إلى ما تضمنته الآية التي ذكرتها سابقا بقولك وهي: (قل يا أيها الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولو اشهدوا بأنا مسلمون).
ولم تصب الواقع في فهم التنزيل، فإن معنى هذه الآية أنهم إن تولوا ولم يجيبوا إلى ما دعاهم اليه أن يقول اشهدوا بأنا مسلمون، لا أن يلاعن النصارى! إن ملاعنة النصارى إن حاجوه في عيسى كما صرحت به الآية التي قبلها وهي آية المباهلة، ولا دخل لليهود فيها!!
ولو أن الدكتور ذكر آية المباهلة قبل هذه الآية لأصاب المراد، ولكنه أبى إلا إغفالها! وها نحن نذكرها تبركا وتسهيلا للقراء:
(فمن حاجك فيه (أي عيسى) من بعد ما جاءك من العلم، فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين. فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين. قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا، ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون).
إن الدكتور باختياره قول ابن إسحاق قد وقع في مآزق حرجة لا ينجو منها ولو استعان بجميع الكتاب والمفكرين!
منها: أنه بعد أن ذكر وفد نجران ونعتهم بما له من الأبهة والشأن، وأن قدومهم كان في السنة الأولى من الهجرة، وظن أنه سيسأل عن
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست