الناس بفضل علي وأشدهم أعظاما له! روى الخطيب البغدادي بإسناده عن أنس قال: (كان رسول الله (ص) في مجلسه فدخل علي فسلم، ووقف ينظر أين يجلس، فجعل رسول الله (ص) ينظر في وجوه أصحابه من يفسح له، وكان أبو بكر عن يمين رسول الله (ص) فتنحى عن مكانه وقال: إلى هنا أبا الحسن فجلس بينه وبين رسول الله (ص). قال أنس: فنظرت إلى وجه رسول الله (ص) يتهلل ثم قال: يا أبا بكر إن أهل الفضل يعرفون الفضل لذي الفضل).
إن قيمة المؤرخ صدقه وأمانته، وبه تكون حياته وظهوره، وأنا أنكر على الدكتور أن يكون هناك رواية لأحد هؤلاء أو لغيرهم توافق ما ذكره! ثم أنكر عليه اعتماد تلك الرواية لو كانت، فروح التمحيص يأبى له ذلك، وما أكثر الروايات وأشد اختلافها.
ويؤخذ عليه قوله: (قتل من بني المصطلق عشرة)! أن ابن جرير في تاريخه الكبير قال ما لفظه: (وأصيب من بني المصطلق يومئذ ناس كثير، وقتل على بن أبي طالب منهم رجلين مالكا وابنه).
وابن هشام ذكر في سيرته ما لفظه: (وأصيب من بني المصطلق يومئذ ناس، وقتل علي بن أبي طالب مالكا وابنه، وقتل عبد الرحمن بن عوف رجلا من فرسانهم يقال له أحمر أو أحيمر).
فكيف جزم الدكتور بأن القتلى عشرة خلافا لابن هشام وابن جرير فإن العشرة أقل من الكثير، وبعيد جدا أن يفر بنو المصطلق ويسلموا نسائهم وذراريهم وأموالهم بقتل عشرة منهم! وقد كان عندهم من العزة والبأس ما كانوا يعتمدون عليه لغزو المدينة عاصمة النبي (ص)!!