ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) وأن رسول الله (ص) دعاهم إلى المباهلة فقبلوا، لكنهم اختلفوا في كيفية الحادثة ووقتها، فابن إسحاق يزعم أنها وقعت في السنة الأولى من هجرته (ص) وأنه حين دعاهم إلى المباهلة لم يدع أحدا من أولاده ونسائه وأنفسه.
أما غيره ممن ذكر فقد زعم أنها في السنة العاشرة، وأن رسول الله (ص) حين دعاهم إلى المباهلة خرج من بيته والحسن والحسين بين يديه وعلي إلى جنبه وفاطمة خلفهم، وأن هذا الوفد لما رأى تلك الوجوه التي قال فيها أسقفهم (لو أقسمت على الله أن يزيل جبلا لأزاله) نكص وارتد عن المباهلة.
فليت التمحيص هنا؟! أليس في آية المباهلة إشارة إلى هذه الحادثة التي اختلفت فيها السير؟ فهلا اتخذتها أيها الباحث منارا تهتدي به في بحثك، وتمحص على ضيائه ما ورد في كتب السير المختلفة.
وليتك إذ لم تمحص على ضيائها ذكرته في كتابك الذي أكثرت فيه من تلاوة الذكر الحكيم، وقلت بعده: (إن كتاب أسباب النزول للواحدي وكتاب الناسخ والمنسوخ لأبي نصر، إنما تناولا هذا الموضوع تناولا موجزا، على أني وقفت فيهما وفيما رجع اليه من كتب التفسير على مسائل عدة، استطعت أن أمحص بها ما ورد في كتب السير).
نقول: لم لا كانت حادثة نجران من تلك المسائل العدة، فإن الواحدي في أسباب النزول، والرازي، والزمخشري، والبيضاوي،