نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٨٩
أقوى العرب منعة وأعزهم دارا؟! والعجب كيف تطوع لهذه المهمة نصارى اليمن دون نصارى الشام والحيرة؟!
إنني أجل الدكتور وأرفعه عن مثل هذا الرأي فإنه مهزلة.
ومنها: أنه بعد أن ذكر هذا الوفد والمهمة التي قدم لأجلها طفحت قريحته ونأى به الخيال، فراح يصور لنا الموقف، قال: (واجتمعت الأديان الثلاثة الكتابية بمجئ هذا الوفد وبجداله النبي (ص) وبقيام ملحمة كلامية عنيفة بين اليهودية والمسيحية والاسلام).
ثم قال بعدها:
(أي مؤتمر أعظم من هذا المؤتمر الذي شهدته يثرب، تلتقي فيه الأديان الثلاثة التي ما تزال حتى اليوم تتجاذب مصاير العالم، وتلتقي فيه لأسمى فكرة وأجل غاية).
هنيئا للدكتور هذا البيان وهذا الأسلوب، ولعمري إنه الغاية في الجمال والإبداع لو بني على أساس! لكنه لم يلبث أن هدم ما بنى ومحا ما أثبته حين يقول:
(دعا محمد اليهود والنصارى إلى هذه الدعوة... وأن يلاعن النصارى، فأما اليهود فكان بينه وبينهم عهد الموادعة).
يقال له: إن الملاعنة التي أمر صلى الله عليه وآله بالدعوة إليها هي القول الفصل والحجة القاطعة، فلو كان هناك مؤتمر كما ذكرت أو ملحمة كلامية، لوجب دعوة رجال ذلك المؤتمر وجند تلك الملحمة جميعا إلى هذه الملاعنة!
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست