نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٧٥
هؤلاء الثلاثة هم أئمة التاريخ، وكتبهم من مصادر كتاب الدكتور، سيما سيرة ابن هشام!! على أن ما ذكره ابن سعد في الطبقات هو الذي يعضده المنطق ويؤيده العقل ويوجبه التمحيص.
إن اللواء كما يعلمه العقلاء كافة هو نظام الجيش وقطب العسكر، وبثباته يثبت، وبزواله يزول.. فاللائق إذن لحمله وأحق الناس به أجرأ الجيش جنانا وأثبتهم فيه قدما، وفي إسناده إلى غيره إضاعة للحزم وعمل بغير رأي، وقد اعترف الدكتور (وله الفضل) تبعا لكافة المؤرخين في وقعة أحد التي كانت أشد الوقائع على المسلمين وامتاز بها أهل الصبر والثبات وظهرت أقدارهم، قال الدكتور بعد أن وصف البلاء الذي حاق بالمسلمين والدهشة التي عمتهم: (وكان أكبر هم كل مسلم أن ينجو بنفسه إلا من عصم الله أمثال علي بن أبي طالب).
ثم قال بعد أسطر: (فأما الذين ظنوا أن محمدا قد مات ومن بينهم أبو بكر وعمر فاقتحموا النبل وألقوا بأيديهم، فرآهم ابن النصر وقال ما يجلسكم؟! قالا: قتل رسول الله (ص)! قال: فما تصنعون بالحياة بعده؟! قوموا فموتوا على ما مات عليه، ثم استقبل القوم فقاتل قتالا شديدا)!!
وقد كانت وقعة أحد قبل وقعة بني المصطلق، فكيف يجوز على رسول الله بعد هذا أن ينحي اللواء عن علي، ويجعله لأبي بكر؟!
إن أبا بكر بانقياد الصحابة له واجتماعهم على طاعته بعد رسول الله (ص) وسيرهم جمعيا تحت لوائه في غنى عن اغتصاب المناقب الثابتة لغيره، واغتصاب اللواء من علي وإسناده له! وأبو بكر من أعرف
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست