ويؤخذ عليه قوله: (ولم يجد نبو المصطلق بعد قليل من التراشق بالنبل مفرا من التسليم تحت ضغط المسلمين القوي السريع، فأخذوا أسرى هم ونساؤهم وإبلهم ومواشيهم) فقد خالف بقوله أخذوا أسرى كافة المؤرخين ومنهم ما ذكره ابن هشام، فقد ذكر في سيرته ما لفظه: (فهزم الله بني المصطلق ونفل رسول الله أبناءهم ونساءهم وأموالهم)!
وخالف الدكتور الذكر الحكيم في قوله سبحانه في سورة الأنفال: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض)، نزلت في غزوة بدر أول غزواته (ص). وفي سورة محمد (ص): (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق)، وإنه بأدبه المثقف ليعلم أن الإثخان في العدو معناه المبالغة في الجراحة فيه، كما ذكره أئمة اللغة والتفسير، وضروري أن ذلك لا يكون بعد قليل من التراشق بالنبل كما ذكره!!
ويؤخذ عليه: تركه ذكر علي عليه السلام وعبد الرحمن في هذه الغزوة، التي لم يذكر أحد فيها بلاء لغيرهما! إذ لو كان لغيرهما بلاء لحفظ وروي! ولا نظن إلا أن هذين الرجلين مالكا وابنه اللذين قتلهما علي عليه السلام، وهذا الفارس (أحمر أو أحيمر) الذي قتله عبد الرحمن بن عوف كانوا حماة العدو وقادته، وأن قتلهم فل حده وأعان على فراره، ولذلك عني التاريخ بذكرهم! فكيف ذكر الدكتور أبا بكر في أول الفصل الأول في أن رسول الله (ص) جعل لواء المها جرين له! وذكر عمر في أول الفصل الثاني بأن له أجيرا في الجيش يقود فرسه، ولم