نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٧٨
يذكر عليا وعبد الرحمن بشئ! ولا مشقة عليه بعد قوله قتل منهم عشرة لو قال: علي اثنين، وعبد الرحمن واحدا.
ولئن اتهمناه في إغفاله ذكر علي عليه السلام فلا نتهمه في عبد الرحمن فإنه أحد العشرة المبشرة عنده، وأحد رجال الشورى، بل كل رجالها! ولئن اعتذرنا له بأنه لم يطلع على عمله، فهذه سيرة ابن هشام بين يديه يكتب عنها غزوة بني المصطلق سطرا سطرا، فليس تركه ذكر عبد الرحمن إلا لأنه متى ذكره فلا بد أن يذكر عليا عليه السلام، فكان نصيبه الحرمان! فرأى العمل بقول القائل:
أقتلوني ومالكا واقتلوا مالكا معي!!
هذا هو التمحيص للسيرة الذي يتغنى به في كتابه (حياة محمد) ويردده بين أبناء هذا الجيل!! لا ذنب لعلي عليه السلام عند الدكتور وأمثاله إلا إطراء الشيعة له وتفضيله على غيره من الصحابة.
أمن العدل أيها العظيم بأدبه وذكائه إغفال علي عليه السلام وستر فضله؟ ومن أعرف منك بالعظماء، ومن أولى منك بتقدير قدرهم؟! أقف عند كتابة هذه الأسطر وجلا حيرانا يتنازعني عاملان، عامل الغيرة والأنفة لأهل الفضل الذين حفظ لهم التاريخ أعمالهم الصالحة أن تمحى من ألواح تلك الصحائف الرائعة، ليخلد ذكرهم لمن يأتي بعدهم من الأجيال خدمة للبشر ليقتدوا بهم..
وعامل الخشية أن نرمى بشق العصا وتفريق كلمة المسلمين، فإنها شعار المضلين يثيرون بها الدهماء والمستضعفين من الناس، ليصولوا بهم على أنصار الحق ورواد الحقيقة.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست