نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٦٥
(إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان) وهم الذين تغشاهم النعاس (إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفى الله عنهم) حين علم ما لحقهم من الندم على ما فرط منهم (إن الله غفور حليم).
(وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا)... إلى آخر الآيات، وفيها تبصرة وبرهان لأولي الألباب والأبدان...
ولا بد أن يكون الدكتور قبل كتابة ما كتب قد راجع سيرة ابن هشام ومغازي الواقدي، وهذا لفظ السيرة: (فأنزل الله العناس أمنة منه على أهل اليقين فهم نيام لا يخافون، وأهل النفاق قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية) خوف القتل وذلك أنهم لا يرجون العاقبة.
ولفظ المغازي: (قال الزبير بن العوام: غشينا العناس فما منا رجل إلا وذقته في صدره من النوم، فأسمع معتب بن قشر وكان من المنافقين يقول وإني لكالحالم: لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا هاهنا، فأنزل فيه ذلك. وقال أبو اليسر: لقد رأيتني ذلك اليوم في رجال من قومي إلى جنب رسول الله (ص) وقد أنزل علينا النعاس أمنة منه، ما منهم رجل إلا يغط غطيطا حتى أن الجحف لتناطح! ولقد رأيت سيف بشر بن البراء بن معرور سقط من يده وما يشعر به حتى أخذه بعدما تثلم وإن المشركين لتحتنا، وسقط سيف أبي طلحة أيضا، ولم يصب أهل الشك والنفاق نعاس، وإنما أصاب النعاس أهل الإيمان واليقين، فكان المنافقون يتكلم كل منهم بما في نفسه، والمؤمنون ناعسون)!
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست