نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٧١
لا يوجب حنقا! لكن الدكتور رعاه الله يريد الظهور ببراعته في كل حادثة تاريخية بإخراج صورة لها لم يسبق إليها، فهو مولع بتجسيم الحوادث وتنميقها، فربما استعان لذلك بما لا واقع له ولا حقيقة!
وهذا مأخذنا عليه، فإن للحقائق قيمتها وشرفها، فقد ترى الباحث الممحص يكتب صحائف عديدة لإثبات أن اللفظ الفلاني مرفوع الحرف الأول أو مخفوضه مثلا. أما ما يصوره وينمقه مما لا يخل بالحوادث التاريخية فلا نناقشه فيه، وإن كنا لا نرتضي بعضه، ولو أردنا نقد ذلك لكتبنا أضعاف ما كتب، مع الايمان بأنه مجلي هذه الحلبة، وعقاب هذا الجو.. وإليك نموذجا من تصويره، مما لا يتفق هو والحقيقة فيه:
قال بعد أن ذكر قلة المسلمين وكثرة عدوهم، وبالغ في بطولة هذا العدو وانهزامه أمام قوة المسلمين المعنوية:
(والحق أن ظفر المسلمين في صبيحة يوم أحد كان معجزة من معجزات الحرب). ثم أطال في تصوير هذه المعجزة!
ونكتفي لإثبات ما ندعيه أن نذكره ونذكر القراء بوقعة بدر وما نال الفريقين منها، فيظهر أن هناك خطأ في التصوير، وضعفا في التفكير:
المسلمون في غزوة بدر خرجوا على غير استعداد للحرب، وكان قصدهم اعتراض عير قريش وتجارتهم، وكانوا من الفاقة وضعف الاستعداد على أسوأ حال، وعدتهم ثلاث مائة وثلاثة عشر مقاتلا، يقودون فرسا واحدا أو اثنين، ولما عرضوا على رسول الله (ص) قال: اللهم إنهم حفاة فاحملهم، وعراة فاكسهم، وجياع فأشبعهم، وعالة فأغنهم من فضلك!
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست