نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٦٦
والعجب أن الدكتور ذكر من حالة الرماة صفحه 263 ما ينافي الوصف الذي وصفهم به، وكأنه أراد رفع التنافي بين وصفه وما وقع منه، بقوله: (والمسلمون ما يزالون نسوا إيمانهم ونسوا الوطن، ولم يبق أمامهم إلا هذه المغانم يعبون منها).
أقول: كأن الدكتور على سعة فضله ورسوخه في الفلسفة قد نسي فضله وفلسفته حتى يقول (نسوا إيمانهم)!
ليث شعري كيف ينسى الإيمان؟! أليس هو العلم واليقين الجازم؟! أنؤمن بالله ورسوله حق الإيمان، ثم ننسى إيماننا فنقتل النبي (ص) ونعمل من المعاصي ما يخرجنا إلى الكفر؟!!
وأطرف من هذا، أننا لا نؤاخذ! إذ من الضرورة أن الناسي لا يؤاخذ بعمله!
أنؤمن بأن النار محرقة، ثم ننسى إيماننا ونلقي أنفسنا فيها؟!!
يعز علي أن ينسب إلى معالي الدكتور مثل هذا الرأي ويناقش فيه.
وما الذي دفعه إلى الحكم بأن هذا العدد من المسلمين كلهم مؤمنون حقا، حتى اضطر عند فعلهم ما ينافي الإيمان الحق إلى القول بأنهم نسوا إيمانهم، مع أن الله سبحانه أظهر له سريرتهم بأن منهم من يريد الدنيا، أي الغنيمة والكسب، وهي قصارى قصدهم! فلما رأوها ميسورة أقبلوا عليها، ولم يكن أمر الدين من همهم!!
ومنهم من يريد الآخرة، وهم المؤمنون حقا.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست