نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٥٣
وعذبهما، وكانا يسميان القرينين لذلك، ولما سمع رسول الله (ص) بحضوره بدرا قال: اللهم اكفني ابن العدوية، وكان لصوته زجل يوم بدر، رافعا عقيرته: يا معشر قريش هذا يوم العلاء والرفعة!
ولما انجلت الوقعة قال رسول الله (ص): من له علم بابن العدوية، فقال علي عليه السلام: أنا قتلته، فكبر رسول الله وحمد الله أن استجاب فيه دعوته!
رآه علي يوم بدر فصمد له، فقال نوفل لرجل إلى جنبه: من هذا الذي كأنه يريدني؟ فقال: هذا علي بن أبي طالب. فقال: تالله ما رأيت كاليوم رجلا أسرع في قومه منه! فحمل عليه علي وضربه على ساقيه وإن درعه مشموم فيراها، فسأله بالرحم، فقال علي: كل رحم مقطوعة إلا من كان متبعا لرسول الله، ثم أجهز عليه!
روى ذلك الواقدي، وابن إسحاق.
ومنهم العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، وكان من صناديد قريش. رأى عمر بن الخطاب (ابنه) سعيد بن العاص وقال له: مالي أراك معرضا أتظن أني قتلت أباك؟ ولوددت أني قتلته ولا أعتذر إلى الله من قتل مشرك، لكني بصرت به وهو يبحث للقتال كما يبحث الثور، والزبد يرغو على شدقيه فناداني هلم الي يا بن الخطاب، فحدت عنه، وصمد له علي فقتله! وفي رواية غير ابن إسحاق والواقدي: (وكان علي جالسا فقال: اللهم غفرا، ذهب الشرك بما فيه، ومحى الاسلام ما
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست