تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ١٥٢
كما أن قول: (هذا واجب) ظاهر في التعييني () لذلك، أي لأجل عدم ذكر بدل له، كما هو شأن الواجبات التخييرية.
وتوضيحه: أن أدوات الشرط بحسب وضعها اللغوي لمطلق التعليق الأعم من التعييني الشامل له على وجه البدلية، بحيث لو استعملت فيه على وجه البدلية - كأن يقال - مثلا -: (إن جاءك زيد أو أضافك فأكرمه) - لا ينافي ذلك وضعها، لكن إذا اقتصر في اللفظ على ذكر شرط وأحد ولم يذكر معه غيره، فهي بملاحظة ذلك ظاهرة في التعليق التعييني، وكون المعلق عليه هو المذكور في القضية لا غير.
والسر في إيجاب ذلك: ظهورها فيما ذكر فإن إيراد الكلام على ذلك الوجه إنما هو منطبق على كون المذكور في القضية معلقا عليه على وجه التعيين، بمعنى ان الكلام على ذلك الوجه إنما هو قالب لهذا المعنى، بحيث لو أريد إفادة التعليق على وجه التخيير والبدلية لا بد من إيراده على وجه آخر بأن يذكر فيه البدل، ولا يجوز للمتكلم الاكتفاء به على الوجه المذكور، وهذا للظهورات الحالية الغير المتوقفة على إحراز كون المتكلم في مقام البيان، كما هو الحال في المطلقات، فتدبر.
هذا هو السر في ظهور الوجوب، وكذا ظهور الهيئة الدالة عليه في التعييني عند عدم ذكر متعلق آخر (1)، مع وضعها للأعم منه، بحيث لو استعملها [في] التخييري لما كان مجازا جدا، فإذا كانت الأدوات الشرطية ظاهرة

(1) وهذا هو السر أيضا في ظهور العقود والإيقاعات أيضا في تعيين المذكور في متعلقاتهما فإن قولك:
- بعت الفرس، أو آجرته، أو صالحته - ظاهر في كون المبيع أو متعلق الإجارة أو الصلح هو خصوص الفرس، وكونه تمام المبيع لا جزءه، وكذا الحال في الإيقاعات. منه طاب ثراه.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377