يحصل أم رام الحديث عن حقيقة ينبغي أن تكون؟ هل رام أن يستشرف المستقبل ليشير إلى الذين سيخلفونه في الواقع التاريخي، ويتسنمون هذا الموقع من بعده أم أنه استند إلى حقيقة تنص صراحة أن خلفاءه اثنا عشر خليفة، وأن هؤلاء هم الذين ينبغي أن يكونوا خلفاء، ليس من ورائهم أحد حتى آخر الدهر؟
لا يبدو أن هناك شك في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان بصدد إعلان الخليفة، وتحديد من يتبوأ مكانه ويمارس الحاكمية على الأمة كما يمارسها هو، ويواصل نهج النبي في الخلافة.
بيد أن البعض سعى إلى اصطناع مصاديق لهذا الكلام الإلهي الذي نطق به الرسول (صلى الله عليه وآله) تتطابق ورغباته (1)، فذهب إلى أن المراد من الاثني عشر هم الخلفاء الأربعة، ومعاوية وولده يزيد وهكذا! (2) وعلى طبق هذا التفسير يكون النبي (صلى الله عليه وآله) قد نصب هؤلاء خلفاء له، وأهاب بالأمة اتباعهم وإطاعتهم والتسليم إليهم! أي طاعة يزيد وعبد الملك بن مروان وأضرابهم، (كبرت كلمة تخرج من أفوههم إن يقولون إلا كذبا)! (3) كيف يمكن تصور رسول الكرامة والإنسانية، ومبعوث الحرية والقيم العليا، وهو يختار لخلافته الظلمة والفساق، ويحث الأمة على طاعة المجرمين والفاسدين؟! (4)