قال (عليه السلام) لا يسألني الله عن توليته على رجلين من المسلمين ليلة سوداء أبدا (وما كنت متخذ المضلين عضدا) (1) الخبر (2).
ومما حدث به بعضهم في فضائله (عليه السلام) قال: ثم ترك الخديعة والمكر والغدر ، اجتمع الناس عليه جميعا فقالوا له: أكتب يا أمير المؤمنين إلى من خالفك بولايته ثم اعزله، فقال: المكر والخديعة والغدر فالنار (3) وكذا إذا رجعنا إلى موقفه (عليه السلام) يوم الشورى حينما بويع بعد وفاة الخليفة الثاني على أن يعمل بسيرة الشيخين لم يساومهم ولم يخادعهم، بل كان صريحا معهم في موقفه من ذلك وقال (عليه السلام): بل على كتاب الله وسنة رسوله واجتهاد رأيي، فعدل عنه إلى الخليفة الثالث (4) ولم يكن (عليه السلام) بوسعه أن يسلك طريقا لا يراه، بل أوضح لهم المنهج الذي يسير عليه، وإن ذهبت الخلافة إلى غيره.
فهو (عليه السلام) يبني أساس الحكم على الصدق والحق، وعدم الالتواء مع الآخرين وإن كان ذلك يحقق له الانتصار والغلبة، وهذا من مميزاتهم عن سائر الآخرين.
وإلى غير ذلك من الشواهد الأخرى في سيرتهم، والتي أوضحوا فيها منهجهم الصادق القائم العدل والحق.
ويتضح هذا الامر أيضا في مواقف الحسين (عليه السلام) وفي منهجه الشريف والذي اتسم بالصدق والصراحة، بعيدا كل البعد عن تلك الأساليب التي ينتهجها بعضهم في ساعة المحنة،