ليلة عاشوراء في الحديث والأدب - الشيخ عبد الله الحسن - الصفحة ٥٩
الأعداء يسمعون تلاوة الحسين (عليه السلام) وكلام برير (1) معهم روى الضحاك (1) بن عبد الله المشرقي قال: فلما أمسى حسين (عليه السلام) وأصحابه
(١) هو: برير بن خضير الهمداني المشرقي، وبنو مشرق بطن من همدان، كان شيخا تابعيا ناسكا قارئا للقرآن من شيوخ القراء، ومن أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان من أشراف أهل الكوفة من الهمدانيين، وهو القائل للحسين (عليه السلام) لما خطب في أصحابه في الخطبة التي يقول فيها: أما بعد فإن الدنيا تغيرت... الخ. ثم قام برير فقال: والله يا بن رسول الله لقد من الله بك علينا أن نقاتل بين يديك، تقطع فيك أعضاؤنا حتى يكون جدك يوم القيامة بين أيدينا شفيعا لنا ، فلا أفلح قوم ضيعوا ابن بنت نبيهم، وويل لهم ماذا يلقون به الله، وأف لهم يوم ينادون بالويل والثبور في نار جهنم، قتل بين يدي الحسين (عليه السلام) وأبلى بلاء حسنا.
راجع: إبصار العين للسماوي: ص ٧٠، أنصار الحسين لشمس الدين: ص ٧٦ - ٧٧.
(٢) هو: الضحاك بن عبد الله المشرقي، كان قد أعطى الحسين (عليه السلام) عهدا أن يقاتل معه ما كان قتاله معه نافعا، فإذا لم يجد مقاتلا معه كان في حل من الانصراف، قال الضحاك: لما رأيت أصحاب الحسين قد أصيبوا وقد خلص إليه وإلى أهل بيته ولم يبق معه غير سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي وبشير بن عمرو الحضرمي قلت له: يا ابن رسول الله قد علمت ما كان بيني وبينك، قلت لك: أقاتل عنك ما رأيت مقاتلا فإذا لم أر مقاتلا فأنا في حل من الانصراف، فقلت لي نعم، فقال:
صدقت وكيف لك بالنجاء إن قدرت على ذلك فأنت في حل، قال: فأقبلت إلى فرسي وقد كنت حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر أقبلت بها حتى أدخلتها فسطاطا لأصحابنا بين البيوت ، وأقبلت أقاتل معهم راجلا فقتلت يومئذ بين يدي الحسين رجلين وقطعت يد آخر، وقال لي الحسين يومئذ مرارا: لا تشلل، لا يقطع الله يدك جزاك الله خيرا عن أهل بيت نبيك (صلى الله عليه وآله) فلما أذن لي استخرجت الفرس من الفسطاط الخ.
راجع: تاريخ الطبري: ج ٤، ص 339، أنصار الحسين لشمس الدين: ص 64.