(2) أهمية النقد الأدبي الموضوعي إن من أهم الدراسات الأدبية هي الدراسات النقدية الموضوعية، والتي تستأثر بأهمية بالغة عند الدارسين والباحثين في الأدب، وموضع عناية الأديب والناقد والشاعر، وحتى القارئ النبيه الذي تستهويه مثل هذه الدراسات.
وكما لا يخفى أن للنقد الأدبي قيمته الذاتية، إذ هو يقوم النص الأدبي، ويميز جيده من غيره، ويحلله ويدرسه على ضوء أدوات النقد الأدبي ومعادلاته الخاصة ، والتي منها - كما قيل -:
الذوق السليم، والتجربة الشخصية، والقواعد العقلية، والمعرفة اللغة العربية وقواعدها، والإحاطة بأساليب البيان، بعيدا عن كل نزعة وتعصب أو ميول نفسية، ومن ثم الحكم على النص من خلال قراءته وملاحظة عناصره الأخرى.
ومن الضرورة بمكان أن يتناول النقد الشعر من جهاته المهمة والتي تنصب على مستوى اللفظ وسلامته والمعنى وصحته، واستقامة الغرض، وملاحظة الوزن والقافية، وائتلاف كل منهما مع الاخر، كما يتناوله أيضا من الناحية الفنية والجمالية للقصيدة والإشارة إلى مفاهيمها، واستخراج معانيها النفيسة التي يرمي إليها الشاعر والاغراض التي اعتمدها الشاعر في بناء قصيدته، ومقدار عمقها وسعة خيالها ومزاياها الأدبية الأخرى، كما يبحث أيضا عن خلل القصيدة واضطرابها وعيوبها إن وجد ذلك.