كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٧٦
ثم من جهة أخرى فإن الرسول نفسه عاش هذه المحنة، فليلة هجرته تآمرت بطون قريش ال‍ 23 على قتله، وشرعت بتنفيذ المؤامرة وكان النبي يعرف أنها ستطارده إن نجا من الموت، ومن هذا فإن النبي أمر علي بن أبي طالب، بأن يحمل ذريته ويلتحق به في اليوم التالي لهجرته.
ثم إن الإمام الحسين يريد من الأمة أن تستفيق من غفوتها القاتلة، وأن تصحو، ويريد أن يقيم الحجة عليها، وخروج الإمام بأهل بيته وذريته كلها أبلغ بالحجة، وأعمق تأثيرا، فعندما تسمع الأمة وتعلم بأن عميد أهل بيت النبوة، وأهل البيت، وآل محمد قد أخرجوا، كبيرا وصغيرا ذكرا وأنثى، وأن الخليفة قد خيرهم بين الموت أو البيعة، وأنه وجنوده في أثرهم يطاردونهم، وأن أهل بيت النبوة يبحثون عمن ينصرهم ويحميهم، فلن يبقى أمامها إلا أن تستجيب، أو تغلق أسماعها، وتغمض عيونها، وتتابع سباتها المذل، وتتجاهل نداء إمامها الشرعي، وتعيش بذل تحت حكم يزيد الظالم وتفعل ذلك مع سبق الترصد والإصرار، وبعد إقامة الحجة القاطعة عليها.
لماذا لم ينسحب الإمام الحسين؟:
من المؤكد أن الإمام الحسين قد تلقى رسالة من ابن عمه مسلم بن عقيل أخبره فيها أن ثمانية عشر ألفا من أهل الكوفة قد بايعوه (1) ومن المؤكد أن مئات الكتب والرسائل قد وصلته من أهل الكوفة تدعوه للقدوم، وتعد بالنصرة والحماية والمنعة (2) ومن المجمع عليه أن العديد من الرسل جاؤوه وطلبوا منه القدوم إلى الكوفة (3) ولا خلاف بأن الإمام الحسين قد وعدهم بالقدوم عليهم وعلى هذا

(١) راجع تاريخ الطبري ج ٦ ص ١١٦ وتذكرة الخواص ص ١٣٨ والمناقب لابن شهرآشوب ج ٢ ص ٢٤٠.
(٢) راجع تاريخ الطبري ج ٦ ص ٢١٠ ومقتل الخوارزمي ص ٤٦٨.
(٣) راجع تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٧٨ والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٥٢٤ وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٢٤ والعوالم ج 17 ص 183.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327