كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٧١
وقال ابن أعثم الكوفي: إن الإمام كتب لهم " فإن كنتم على ما قدمت به رسلكم وقرأت كتبكم فقوموا مع ابن عمي وبايعوه وانصروه ولا تخذلوه... " (1).
ثم طوى الكتاب وقال لمسلم إني موجهك إلى أهل الكوفة وهذه كتبهم... وأنا أرجو أن أكون أنا وأنت في درجة الشهداء، فامض على بركة الله.. " (2).
وهكذا عثر الإمام الحسين على المكان الذي يأوي إليه، والجماعة التي ستنصره وتحميه وتمنعه، فقد بايع أهل الكوفة مسلم بن عقيل، حتى أحصى ديوانه ثمانية عشر ألفا (3) وقيل: خمسا وعشرين ألفا (4) وقيل: أربعين ألفا (5) فكتب مسلم بن عقيل إلى الحسين مع عابس بن شبيب الشاكري يخبره باجتماع أهل الكوفة على طاعته، وانتظارهم لقدومه، وجاء في كتاب مسلم: " الرائد لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا، فعجل الإقبال حين يأتيك كتابي " (6).
تقويم الاقتراحات والمكان الذي اختاره الإمام:
عرفنا أربعة نماذج من اقتراحات المشفقين على الحسين للبحث عن المأوى والحماية، فبعضهم نصح الإمام بالبقاء بالمدينة، وبعضهم نصحه بالبقاء في مكة، وبعضهم الآخر نصحه بالذهاب إلى اليمن، وبعضهم حذره من الذهاب إلى العراق، وقد أصغى الإمام لأصحاب المقترحات الأربعة وشكرهم دون الإفصاح عن رأيه بتلك المقترحات وقد رأينا بالدليل القاطع أن البقاء في المدينة بمثل ظروفها كارثة، فإن أهل المدينة لن يحموا الحسين.

(١) راجع الفتوح لابن أعثم ج ٥ ص ٣٥، ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ١٩٥.
(٢) راجع الفتوح لابن أعثم ج ٥ ص ٣٦، ومقتل الحسين ج ١ ص ١٩٦.
(٣) راجع تاريخ الطبري ج ٦ ص ٢١١، وتذكرة الخواص ص ١٣٨.
(٤) راجع المناقب لابن شهرآشوب ج ٢ ص ٢٤٠.
(٥) راجع ابن نما ص ١١.
(٦) راجع تاريخ الطبري ج ٦ ص ٢١٠ ومقتل الحسين للمقرم ص 468.
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327