كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٨٠
هو القتل، والمذبحة لإبادة أهل بيت النبوة ومن تجرأ على إعلان ولايته لهم ووضع حد لخطرهم على دولة الخلافة.
الموت هو الخيار الوحيد للإمام الحسين:
عندما أمر يزيد واليه على المدينة أن " يأخذ بيعة الإمام الحسين وإن أبى يضرب عنقه " (1)، وعندما أعلن الإمام الحسين أنه لن يبايع ليزيد أبدا (2) انحصرت كل الخيارات أمام الإمام الحسين بخيار واحد هو الموت!!! بمعنى أن على الإمام الحسين أن يستعد للموت، فالمواجهة مع يزيد وجنوده آتية لا ريب فيها وبما أنه لا طاقة له بمواجهة جيش الخلافة لذلك فإنهم سيقتلونه، أما متى يموت، وكيف يموت، فهذا الذي لا يعرفه أحد!!!
إن الإمام الحسين بذل جهده لحماية نفسه وإخوته وذراريهم، وحماية موقفه واغتنم الفسحة المتبقية فأقام الحجة البالغة على الأمة التي تدعي الإسلام، وناداها لتفيق من غفلتها ولتنفض عن هامات رجالها غبار الذل والهوان وتستعيد إنسانيتها وكرامتها المهدورة!!!! لقد اختار الإمام الحسين وصمم على الموت بعز وكبرياء، فهو يقول لأهل بيته:
ومن دون ما ينعي يزيد بنا غدا * نخوض بحار الموت شرقا ومغربا ونضرب ضربا كالحريق مقدما * إذا ما رآه ضيغم فر مهربا فالإمام الحسين لن تكون ميتته إلا بشرف، وبرونق خاص يليق بمقام النبوة والإمام، فقبل أن يموت على يد يزيد غدا، فإنه يريد أن يخوض بحار الموت شرقا، ومغربا، ويضرب أولا ضربا كأنه الحريق إذا ما رأته العمالقة الأبطال فرت هاربة.

(١) راجع كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج ٥ ص ١٠ ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ١٨٠ - ١٨٥ ومثير الأحزان ص ١٤ - ١٥، واللهوف ص ٩ - ١٠.
(٢) راجع كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج ٥ ص ١٤ وص ٢٣ ومقتل الإمام الحسين للخوارزمي ج ١ ص ١٨٤، ومثير الأحزان ص ٢٤، وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٢٥ والموسوعة ص ٢٨٣، ومقتل الحسين ج ١ ص ١٨٨ وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٢٩ والعوالم ج ١٧ ص ١٧٨، وأعيان الشيعة ج ١ ص ٥٨٨.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327