مسؤوليته، مما يجعلنا نقطع بأن أمير المدينة قد تلقى أمرا مباشرا من يزيد في دمشق.
فإذا كان الخليفة وأركان دولته يهدمون دول الهاشميين الذين بقوا في المدينة، فماذا عسى يزيد وجنوده أن يفعلوا بأخوة الحسين وأبناء الحسين، وبنات الرسول لو ظفروا بهم!!! فمن المؤكد أنه سيذبح الرجال والأبناء ويستحي النساء!!! ويزيد وأبوه اخترعا هدم الدور كفن من فنون التنكيل بخصومهم، وقد رأينا أن معاوية أصدر أمرا لكل ولاة أقاليم مملكته جاء فيه وبالحرف: " من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم - يعني أهل بيت النبوة - فنكلوا به واهدموا داره " (1).
بمعنى أن الحسين إن ترك ذريته وأطفاله خلفه، فإن كل الاحتمالات الرهيبة واردة، ثم إن الشخص من عامة الناس لا يقبل أن ينجوا بنفسه وأن يترك أولاده من خلفه تحت رحمة عدوه، فكيف بالإمام الحسين الذي يحمل أكبر القلوب وأنبل العواطف كيف يتركهم تحت رحمة الأمويين وأتباعهم.
وما الذي يمنعهم من أن يهدموا دار الحسين، ودور إخوته على رؤوس من فيها وهم أحياء!!.
وما الذي يمنع يزيد من أن يعلن بأنه سيقتل كل يوم واحدا من أبناء الحسين أو إخوته أو أبناء إخوته ما لم يأت الحسين صاغرا ويسلم نفسه!! وما الذي يمنعه من أن يسبي بنات الرسول!!!، فكل شنيع، وكل قبيح، وكل رذيل من الأعمال محتمل جدا من الطاغية وجنوده، فيزيد، مدمن بالعنف، وبالرعب، تربى في بيئة الإدمان على العنف والرعب!!! إنك لا تستطيع أن تتصور أن أكلة لحوم البشر يمكن أن يفعلوا كما فعلت هند جدته بمعنى أنهم رضعوا الإدمان على العنف والقتل والرعب فصار هذا الإدمان مظهرا عاديا من مظاهر حياتهم.
ثم أي عار في الدنيا يمكن أن يلحق بمن يتخلى عن فلذات كبده وأحب الناس إلى قلبه لينجو بنفسه!!! وكيف يتقول الناس عندما يعلمون أن ابن بنت