الأساس أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل ليأخذ له البيعة عليهم، وعلى هذا الأساس توجه الإمام الحسين إلى العراق لأنه يقدم على جند مجندة له كما وصف أحدهم في رسالته (1) ونسف كل هذه الأمور المجمع على صحتها، وتجاهل وقوعها أمر غير معقول، فلم يثبت للإمام الحسين أن الثمانية عشر ألفا الذين بايعوا مسلم بن عقيل قد نكثوا ببيعتهم إلا يوم المذبحة، عندما اكتشف أنه لا ناصر له منهم ولا معين، ولو أنه تراجع قبل تأكده من ذلك لكان ملوما، وعلى هذا الأساس رفض الإمام الحسين عرض الطرماح بن عدي عندما قال له: " فإن أردت أن تنزل بلدا يمنعك الله به حتى ترى من رأيك، ويستبين لك ما أنت صانع، فسر حتى أنزلك مناع جبلنا الذي يدعى أجأ، امتنعنا والله به من ملوك غسان وحمير ومن النعمان بن المنذر ومن الأسود والأحمر، والله ما إن دخل علينا ذل قط، فأسير معك حتى أنزلك القرية ثم نبعث إلى الرجال ممن بأجأ وسلمى من طئ، فوالله لا يأتي عليك عشرة أيام حتى تأتيك طئ رجالا وركبانا، ثم أقم فينا ما بدا لك، فإن هاجمك هيج فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي، يضربون بين يديك بأسيافهم....، فقال له الحسين: جزاك الله خيرا، إنه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف، ولا ندري على ما تنصرف بنا وبهم الأمور في عاقبة " (2).
ثم إن الطرماح بن عدي، ليس أكثر من رجل واحد، ومن المحال أن تكون له القدرة على جمع عشرين ألفا بعشرة أيام، ومن جهة أخرى فإن قومه قد علموا بخروج الإمام الحسين من المدينة، وبامتناعه عن البيعة منذ أكثر من شهرين، فما الذي منعهم خلال هذه المدة من الالتحاق بالحسين ومن نصره وحمايته،!! فلو وقف من عشرين ألف الطرماح ألفين مع الإمام الحسين لكان بإمكان الحسين أن