كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٧٧
الأساس أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل ليأخذ له البيعة عليهم، وعلى هذا الأساس توجه الإمام الحسين إلى العراق لأنه يقدم على جند مجندة له كما وصف أحدهم في رسالته (1) ونسف كل هذه الأمور المجمع على صحتها، وتجاهل وقوعها أمر غير معقول، فلم يثبت للإمام الحسين أن الثمانية عشر ألفا الذين بايعوا مسلم بن عقيل قد نكثوا ببيعتهم إلا يوم المذبحة، عندما اكتشف أنه لا ناصر له منهم ولا معين، ولو أنه تراجع قبل تأكده من ذلك لكان ملوما، وعلى هذا الأساس رفض الإمام الحسين عرض الطرماح بن عدي عندما قال له: " فإن أردت أن تنزل بلدا يمنعك الله به حتى ترى من رأيك، ويستبين لك ما أنت صانع، فسر حتى أنزلك مناع جبلنا الذي يدعى أجأ، امتنعنا والله به من ملوك غسان وحمير ومن النعمان بن المنذر ومن الأسود والأحمر، والله ما إن دخل علينا ذل قط، فأسير معك حتى أنزلك القرية ثم نبعث إلى الرجال ممن بأجأ وسلمى من طئ، فوالله لا يأتي عليك عشرة أيام حتى تأتيك طئ رجالا وركبانا، ثم أقم فينا ما بدا لك، فإن هاجمك هيج فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي، يضربون بين يديك بأسيافهم....، فقال له الحسين: جزاك الله خيرا، إنه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف، ولا ندري على ما تنصرف بنا وبهم الأمور في عاقبة " (2).
ثم إن الطرماح بن عدي، ليس أكثر من رجل واحد، ومن المحال أن تكون له القدرة على جمع عشرين ألفا بعشرة أيام، ومن جهة أخرى فإن قومه قد علموا بخروج الإمام الحسين من المدينة، وبامتناعه عن البيعة منذ أكثر من شهرين، فما الذي منعهم خلال هذه المدة من الالتحاق بالحسين ومن نصره وحمايته،!! فلو وقف من عشرين ألف الطرماح ألفين مع الإمام الحسين لكان بإمكان الحسين أن

(١) وقعة الطف ص ٨٩ والموسوعة ص ٣١٢.
(٢) راجع مصادر لقاء الإمام الحسين مع الحر في تاريخ الطبري ج ٦ ص ٢٣٧، وابن الأثير ج ٤ ص ٩ - ٢١ وابن كثير ج ٨ ص ١٧٢ - ١٧٤ - والأخبار الطوال للدينوري ص ٣٤٨ - ٢٥٣، وأنساب الأشراف ص ١٦٩ - 176، وإرشاد المفيد ص 305 - 310.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327