السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ٩٧
الشدق أحول قبيح الوجه وحش المنظر)، هذا وقد استمر الحجاج في ايذاء أهل البيت والتنكيل بمحبيهم حتى كتب له عبد الملك بن مروان (جنبني دماء آل أبي طالب، فاني رأيت الملك استوحش من آل حرب (معاوية وولده) حين سفكوا دماءهم)، فكان الحجاج يتجنبها خوفا من زوال الملك عنهم، لا خوفا من الخالق عز وجل.
ويروي المسعودي في قتل الأمويين لآل البيت ان بنات مروان بن محمد (آخر خلفاء بني أمية) دخلن على (صالح بن علي العباسي) يطلبن العفو عنهن، فقال صالح: إنا لن نستبقي منكم أحدا رجلا ولا امرأة، ألم يقتل أبوكن بالأمس ابن أخي إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس في محبسه في حران، ألم يقتل هشام بن عبد الملك زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وصلبه في كناسة الكوفة، وقتل امرأة زيد بالحيرة، على يدي يوسف بن عمر الثقفي، ألم يقتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك، يحيى بن زيد وصلبه في خراسان، ألم يقتل عبيد الله بن زياد الدعي، مسلم بن عقيل بن أبي طالب، بالكوفة، ألم يقتل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، الحسن بن علي أبي طالب، على يدي عمر بن سعد مع قتل بين يديه من أهل بيته، ألم يخرج محرم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا حتى ورد بهن على يزيد بن معاوية، وقبل مقدمهن بعث إليه براس الحسين بن علي، قد ثقب دماغه على رأس رمح يطاف به كور الشام ومدائنها حتى قدموا به على يزيد في دمشق، كأنما بعث إليه براس رجل من المشركين، ثم أوقف حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم موقف السبي يتصفحهن جنود أهل الشام الجفاة الطغام، ويطلبون منه ان يهب لهم حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم استخفافا بحقه صلى الله عليه وسلم وجرأة على الله عز وجل، وكفرا لأنعمه، فما الذي استبقيتم منا أهل البيت، لو عدلتم فيه علينا).
ومن عجب فان العباسيين لم يكونوا أقل قسوة وتنكيلا بال البيت من ولد الحسن والحسين من الأمويين، فلقد لقي أبناء علي بن أبي طالب من بني عمومتهم العباسيين أمرا نكرا، وان كان بعضهم كانوا على غير ذلك كالمأمون والمطيع، كما أن بني العباس، وهم من بني هاشم، لم ينزلوا إلى الدرك الأسفل الذي نزل إليه
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172