أوصلنها إلى بيت علي.
وأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، الا يحدث شيئا حتى يأتيه، ثم جاءت العروس الطاهرة البتول، مع أم أيمن بركة الحبشة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقعدت فاطمة في جانب من البيت، وقعد علي في الجانب الاخر، ثم جاء ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أها هنا أخي، فقالت أم أيمن: بابي أنت وأمي يا رسول الله، أخوك، قال: علي بن أبي طالب، قالت وكيف يكون أخاك وقد زوجته ابنتك، قال: هو ذاك يا أم أيمن، وفي رواية قال نعم، اي هو كأخي في المنزلة والمؤاخاة، فلا يمتنع علي تزويجي إياه ابنتي)، هذا وكانت النساء قد انصرفن بعد الوليمة، غير أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد امرأة مع الزهراء، فسألها الرسول صلى الله عليه وسلم عمها يبقيها، قالت: انا التي أحرس ابنتك، ان الفتاة ليلة بنائها (زفافها) لا بد لها من امرأة قريبة منها، ان عرضت لها حاجة أو أرادت أمرا أفضت إليها بذلك، فقال صلى الله عليه وسلم للمرأة، وهي أسماء بنت عميس، فاني اسال الهي ان يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم)، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فغسل فيه يديه، ثم دعا عليا فجلس بين يديه فنضح على صدره من ذلك الماء وبين كتفيه، ثم دعا فاطمة فجاءت بغير خمار تعثر في ثوبها، ثم نضح عليها من ذلك الماء، ثم قال: ادخل باهلك باسم الله والبركة، وفي رواية انه صلى الله عليه وسلم توضأ في اناء ثم أفرغه على علي وفاطمة، ثم قال: اللهم بارك فيهما، وبارك لهما في شملهما، وفي رواية، وفي شبليهما، والشبل ولد الأسد، فيكون ذلك كشفا واطلاعا منه صلى الله عليه وسلم على أن الزهراء تلد الحسن والحسين، فأطلق عليهما شبلين.
هذا وقد روى أن السيدة الزهراء بكت تلك الليلة، ربما لعلها تذكرت أمها الراحلة السيدة الطاهرة أم المؤمنين خديجة، رضي الله عنها، فتمنت لو أنها كانت معها في تلك الليلة الفريدة من العمر، وأراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يطيب خاطرها، فاقسم لها انه لم يأل جهدا ليختار لها أصلح الأزواج، وما اختار لها الا خير فتيان بني هاشم، وأضاف (والذي نفسي بيده قد زوجتك فتى سعيدا في الدنيا، وانه في الآخرة لمن الصالحين) وفي رواية للحاكم في المستدرك: فقد أنكحتك أحب أهل