السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١١٩
بيتي إلي)، وفي رواية ثالثة (لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة، وانه لأول أصحابي اسلاما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما) وعن ابن عباس قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت فاطمة وهي تبكي، فقال صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا فاطمة، قالت: يا رسول الله، عيرتني نساء قريش آنفا، زعمن انك زوجتني رجلا معدما، لا مال له، قال صلى الله عليه وسلم (لا تبكي يا فاطمة، فوالله ما زوجتك حتى زوجك الله تعالى من فوق عرشه، واشهد على ذلك جبريل وميكائيل)، وعن بلال بن حمامة قال:
(طلع علينا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم ووجهه مشرق كدارة القمر، فقام عبد الرحمن ابن عوف فقال يا رسول الله: ما هذا النور، فقال صلى الله عليه وسلم بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي، فان الله زوج عليا من فاطمة، وامر رضوان خازن الجنان، فهز شجرة طوبى فحملت رقاعا، يعني صكاكا، بعدد محبي أهل بيتي، وأنشأ تحتها ملائكة من نور، ودفع إلى كل ملك صكا، فإذا استوت القيامة باهلها، نادت الملائكة في الخلائق، فلا تلقى محبا لنا أهل البيت، الا دفعت له صكا فيه فكاكه من النار، فأخي وابن عمي وابنتي بهم فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من النار).
ولعل سائلا يتساءل: ما في هذا الزواج من الزهراء ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يختص به الامام وحده، دون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودون غيره ممن تزوجوا من بنات النبي صلى الله عليه وسلم؟
من البدهي ان الصهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم شرف عظيم، وقد تزوج عثمان ابن عفان رضي الله عنه بابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم (رقية وأم كلثوم) فاكتسب بذلك لقب (ذي النورين)، كما تزوج أبو العاص بن الربيع من زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم غير أن الزواج من الزهراء امر آخر، ذلك لان الزهراء قد اختصت من بين أخواتها بهذه الدرجة التي رفعها الله إليها، فوصفها رسول الله بأنها (سيدة نساء المؤمنين)، وبأنها (سيدة نساء أهل الجنة)، وبأنها (سيدة نساء العالمين)، هذا فضلا عن أن فاطمة وحدها من دون بنات النبي وأبنائه، هي التي كان منها سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين، وهما ابنا علي، وهكذا يصبح النبي صلى الله عليه وسلم لا يرى له ولدا غير ولد فاطمة
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172