الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٧٩
الحسد أو الحقد أو الخوف من جانبه.
لما يعرفون من دخائل يخشاها.
أو لما يتضح لهم من عورات. أو فيهم من مطامع. أو استخفاف بالسلطان.
الذي رأوه وهو سوقة. أو مطالبة السلطان لهم بإعطائه حقه، أو أكثر من حقه.
والآخرون أحرى بالخوف والحذر. سد الذريعة الوثوب وافتراص الفرص.
أو شغلا لهم بأنفسهم، أو معالجة من السلطان لما يكابده من الشجن أو الفزع.
من جراء الحكم، أو من العجز أو الجشع أو ضيق الصدر أو الأفق. وكالسلطان أعوانه.
ولا يتوازن في سدة السلطة الا القليلون. وقل ما يتوازنون. وللإمام الصادق في ذلك مقولة معلمة (إذا كان لك صديق فولى ولاية فأصبته على العشر مما كان لك عليه قبل ولايته فليس بصديق سوء).
قيل لأبي جعفر " لقد هجمت بالعقوبة حتى كأنك لم تسمع بالعفو "!
فقال: (لأن بنى مروان لم تبل رممهم بعد. ونحن بين قوم قد رأونا بالأمس سوقة ونحن اليوم خلفاء، فليس تتمهد هيبتنا في نفوسهم إلا بنسيان العفو واستعمال العقوبة).
وصاحب السلطة كراكب الأسد - على ما قال أفلاطون - يهابه الناس وهو لمركوبه أهيب.
لهذا أخذ بنو العباس أبناء على، أخذ ظلوم غشوم، وبطشوا، وغدروا بمن حذروهم من أنصارهم وذويهم، كعبد الله بن علي عم المنصور. وأبى مسلم الخراساني قائدهم. وأبى سلمة الخلال وزيرهم، بمثل ما غدروا بأعدائهم بعد أن أمنوهم.
ولما أعطى أبو جعفر المنصور محمد بن عبد الله أمانا كتب إليه محمد ساخرا (أي أماناتك هو؟ أأمان ابن هبيرة، أو أمان عمك عبد الله أو أمان أبى مسلم).. فقد أعطى أبو جعفر عهودا للكل، وقتل الأول والثالث ولم يكن قد قتل الثاني بعد. لكنه كان قد حبسه من سبع سنين ليقتله بعد أن يقتل محمد بن عبد الله بن الحسن ذاته. فصير خلافته، كالمسبعة، لا يأمن فيها الصديق، أو العدو، أو الصياد، أو الفريسة!
وزاد ضراوة أبى جعفر على أقربائه أن لواحد منهم في عنقه بيعة، على ملا منهم. كانت حرية أن تمنعهم وتمنعه، لولا ما للشهوة من خدر يطيع
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 الباب الأول ظهور الإسلام 11
3 ظهور الإسلام 13
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 15
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 39
6 ريحانة النبي في كربلاء 51
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 65
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 69
9 أهل البيت 71
10 بين أبناء على و بنى العباس 78
11 الفصل الثاني: الرجلان 95
12 الباب الثالث امام المسلمين 113
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 117
14 أهل المدينة 127
15 زين العابدين 134
16 الباقر 140
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 145
18 مجالس العلم 153
19 التلاميذ الأئمة 158
20 كل العلوم 165
21 مع القرآن 172
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 178
23 المذهب الجعفري 185
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 193
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 197
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 199
27 مصحف فاطمة 200
28 التدوين 200
29 مشيخة العلماء 210
30 التلاميذ من الشيعة 217
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 229
32 السنة 238
33 الإمامة 246
34 أمور خلافية في الفقه 259
35 الباب الخامس المنهج العلمي 275
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 279
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 309
38 في الدولة و قواعدها 312
39 المجتمع الجعفري 325
40 في المجتمع و دعائمه 331
41 الاخوة 334
42 المرأة 338
43 العلم 339
44 الدعاء 341
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 343
46 العمل 347
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 349
48 المال 357
49 العبادة و النفاق المال 358
50 كنز المال 364
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 367
52 عدالة السماء 375