الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٢٩
شكا العباس من مرداس للنبي قسمه من الفئ بقوله:
أتجعل نهبي ونهب العبيد * كنهب عيينة والأقرع (والعبيد فرس الشاعر. وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس من المؤلفة قلوبهم).
(قال عليه الصلاة والسلام: " يا علي اقطع لسانه " فأخذه علي ومضى.
قال العباس: أقاطع أنت لساني يا أبا الحسن؟
قال علي: إني لممض فيك ما أمر..
ثم مضى به إلى إبل الصدقة وقال له: خذ ما أحببت.
ومن " نهج بلاغته " يسقى بلغاء العربية وحكماء الإسلام. ومن تعليمه وضع النحو العربي (1). ووضع النحو بتعليم علي يذكر بالمكانة الخاصة لعلي

(١) روى الأنباري في تاريخ الأدباء أن سبب وضع علي كرم الله وجهه لهذا العلم ما روى أبو الأسود الدؤلي (٦٧) حيث قال: دخلت على أمير المؤمنين علي فوجدت في يده رقعة فقلت ما هذه يا أمير المؤمنين فقال: إني تأملت كلام العرب فوجدته قد فسد بمخالطة هذه الحمراء (يعنى الأعاجم) فأردت أن أضع شيئا يرجعون إليه ثم ألقى إلى الرقعة ومكتوب فيها (الكلام كله اسم وفعل وحرف فالاسم ما أنبأ عن المسمى والفعل ما أنبئ به والحرف ما أفاد معنى) وقال لي انح هذا النحو وأضف إليه ما وقع عليك وأعلم يا أبا الأسود أن الأسماء ثلاثة.. ظاهر ومضمر واسم لا ظاهر ولا مضمر. وإنما يتفاضل الناس يا أبا الأسود فيما ليس بظاهر ولا مضمر (أراد بذلك الاسم المبهم) قال ثم وضعت بابي العطف والنعت ثم بابي التعجب والاستفهام إلى أن وصلت إلى باب إن وأخواتها فكتبتها ما خلا " لكن " فلما عرضتها على أمير المؤمنين عليه السلام أمرني بضم لكن إليها. وكلما وضعت بابا من أبواب النحو عرضته عليه إلى أن حصلت ما فيه الكفاية. فقال ما أحسن هذا النحو الذي نحوت فلذا سمى النحو). وان المرء ليلاحظ أن هذا الفتح العظيم في العلم كان من اهتماماته وهو أمير للمؤمنين، ليس لديه يوم واحد خلا من معركة أو استعداد لمعركة. وأن أبا الأسود هو واضع علامات الإعراب في المصحف في أواخر الكلمات بصبغ يخالف لون المداد الذي كتب به المصحف. فجعل علامة الفتح نقطة فوق الحرف. والضم نقطة إلى جانبه والكسر نقطة في أسفله والتنوين مع الحركة نقطتين ثم وضع نصر بن عاصم (89) تلميذ أبى الأسود النقط والشكل لأوائل لكلمات وأواسطها ثم جاء الخليل بن أحمد (175) فشارك في إتمام بقية الإعجام.. والخليل شيعي كأبي الأسود. وهو واضع علم العروض وصاحب المعجم الأول وواضح النحو على أساس القياس.
فاللغة العربية مدينة لعلي وتلاميذ علي. وكمثلها البلاغة العربية.
وعلي معدود من خطباء التاريخ العالمي بخطبه والمناسبات التي دعت إليها.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 الباب الأول ظهور الإسلام 11
3 ظهور الإسلام 13
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 15
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 39
6 ريحانة النبي في كربلاء 51
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 65
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 69
9 أهل البيت 71
10 بين أبناء على و بنى العباس 78
11 الفصل الثاني: الرجلان 95
12 الباب الثالث امام المسلمين 113
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 117
14 أهل المدينة 127
15 زين العابدين 134
16 الباقر 140
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 145
18 مجالس العلم 153
19 التلاميذ الأئمة 158
20 كل العلوم 165
21 مع القرآن 172
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 178
23 المذهب الجعفري 185
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 193
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 197
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 199
27 مصحف فاطمة 200
28 التدوين 200
29 مشيخة العلماء 210
30 التلاميذ من الشيعة 217
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 229
32 السنة 238
33 الإمامة 246
34 أمور خلافية في الفقه 259
35 الباب الخامس المنهج العلمي 275
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 279
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 309
38 في الدولة و قواعدها 312
39 المجتمع الجعفري 325
40 في المجتمع و دعائمه 331
41 الاخوة 334
42 المرأة 338
43 العلم 339
44 الدعاء 341
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 343
46 العمل 347
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 349
48 المال 357
49 العبادة و النفاق المال 358
50 كنز المال 364
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 367
52 عدالة السماء 375