وروايته للحديث يوثقها واضع الأساس العلمي لقبول الحديث " الشافعي "، وعلماء الجرح والتعديل كيحيى بن معين وأبى حاتم والذهبي وابن حنبل والآخرين وتتردد في كتب الصحاح أحاديثه. كما يبايعه إمام أهل البيت الذي سبق بفرقة عظيمة وفقه خالد. عمه زيد بن علي زين العابدين، صاحب " المذهب الزيدي ". ويضعه موضع الإمامة فيقول في كل زمان رجل من أهل البيت يحتج به الله على خلقه وحجة زماننا ابن أخي جعفر لا يضل من كان من شيعته ولا يهتدى من خالفه).
5 - أن هذا الإمام هو أول وآخر واحد من صلب آبائه وأجداده من الله عليه بهذه الفرصة: أواخر الدولة المروانية المشغولة عنه بتثبيت دعائمها المهتزة، وأوائل عهد الدولة العباسية، التي تمد إليه بسبب، من الإسلام أو الخصام، وآصرة من النسب، تخدمانه أو تخدمانها - وهي ترفع شعار أهل البيت والدفاع عن الدين - وبهذا أتيحت له حرية الجلوس لكل الناس، والتدريس لكل العلوم، وأن تسيل الأباطح بأعناق المطي إليه من بقاع العالم، في حقبة ممتازة من التاريخ العالمي والإسلامي.
6 - أنه الإمام الذي طمأن الخلفاء (الملوك) في الدولتين، وكانوا سفاحين غلاظ الأكباد. فهو كما يقول الشهرستاني أبو نعيم في الملل و النحل وحلية الأولياء (ما تعرض للإمامة قط ولا نازع في الخلافة أحدا. ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط. ومن تعلى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط) 7 - أنه الإمام الذي أتيح له على مدار ثلث قرن من الزمان بعد موت أبيه سنة 114 أن يكون " الإمام ". فامتد به عصر سلام، ضروري لنشر العلم، باطمئنان طالبه، وواهبه، والدولة التي ينتشر في رعاياها.
* * * هذه العناصر التي لم تجتمع لواحد من آبائه أو أبنائه جميعا، هي التي سوغت لمن تبع فقهه من الشيعة أن يطلقوا على مذهبه المذهب (الجعفري). وما هو في