ولقد يفد على المجلس الكميت - شاعر أهل البيت - كما كان يدخل على زين العابدين (1) والإمام يعرف انبعاث الشاعر. ويخشى عليه من الخيال الصادق في تصوير ظلم يعانيه أهل البيت. وشعر الكميت من أسير الشعر في الأدب العربي - والبرد تنقل للخليفة الخبء من أي شئ - فيستأذن الكميت الإمام قائلا: جعلت فداك. ألا أنشدك؟ فينبهه.
الإمام قائلا: " إنها أيام عظام. " فيقول الكميت عن القصيدة: إنها فيكم. ويقول الإمام: هات فينشده قصيدته التي مطلعها:
الأهل عم في رأيه متأمل * وهل مدبر تعد الإساءة مقبل إلى أن قال:
كلام النبيين الهداة كلامنا * وأفعال أهل الجاهلية تفعل رضينا بدنيا لا نريد فراقها * على أننا فيها نموت ونقتل ونحن بها مستمسكون كأنها * لنا جنة مما نخاف ونعقل