لا يخرج من غير هذين الموضعين؟ ثم قال: لم لا تحيض المرأة إذا حبلت؟
قال: لا أدري. قال: حبس الله الدم فجعله غذاء للولد. ثم قال: ما ترى في رجل كان له عبد فتزوج وزوج عبده في ليلة واحدة، ثم سافرا وجعلا امرأتيهما في بيت واحد، فسقط البيت عليهم فقتل المرأتين وبقي الغلامان، أيهما في رأيك المالك وأيهما المملوك، وأيهما الوارث وأيهما الموروث؟ ثم قال: فما ترى في رجل أعمى فقأ عين صحيح، وفي أقطع قطع يد رجل، فكيف يقام عليهما الحد؟ ثم قال: فأخبرني عن قول الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام حيث بعثهما إلى فرعون " لعله يتذكر أو يخشى " وأنت تعلم أن لعل منك، شك؟ قال: نعم. قال: فهل هي من الله شك إذا قال لعله؟ ثم قال: وأخبرني عن قوله تعالى " ومن دخله كان آمنا " أي موضع هو؟ قال: بيت الله الحرام. فقال: نشدتكم بالله هل تعلمون أن عبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل؟ قال:
فاعفني يا ابن رسول الله! قال: فأنت الذي تقول سأنزل مثل ما أنزل الله؟ قال: أعوذ بالله من هذا القول! قال: إذا سئلت فما تصنع؟
قال: أجيب عن الكتاب أو السنة أو الاجتهاد. قال: إذا اجتهدت من رأيك وجب على المسلمين قبوله؟ قال: نعم. قال: وكذلك وجب قبول ما أنزل الله فكأنك قلت أنا أنزل مثلما أنزل الله اه.
وقال ابن شهرآشوب في المناقب: ذكر أبو القاسم البغار في مسند أبي حنيفة قال الحسن بن زياد: سمعت أبا حنيفة وقد سئل من أفقه من رأيت؟ قال: جعفر بن محمد، لما أقدمه المنصور بعث إلي فقال: إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيئ له من مسائلك الشداد، فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث إلى أبو جعفر وهو بالحيرة، فأتيته فدخلت عليه