إذا أثمرت، فإذا أثمرت قال الله له: اغرس النوى واصبر واجتهد، فأخبر ذلك للذين آمنوا به، فارتد منهم ثلاثمائة رجل، ثم إن الله يأمر عند ثمرها كل مرة بان يغرسها مرة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات، فما زال منهم يرتد إلى أن بقي بالايمان نيف وسبعون رجلا، فأوحى الله إليه: الآن صفي الحق عن الكدر بارتداد من كانت طينته خبيثة، فكذلك القائم منا فإنه تمتد غيبته، ثم تلا (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا) (1).
وأما الخضر ما طول الله عمره لنبوة قدرها له، ولا لكتاب ينزل عليه، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله، ولا لامة يلزم اقتدائهم به، ولا لطاعة يفرضها له، بل طول عمره للاستدلال به على طول عمر القائم (عل)، ولينقطع بذلك حجة المعاندين، لئلا يكون للناس على الله حجة.