وأنتج إجماع المسلمين عليها أنها صارت محورا وعروة يتمسك بها الجميع على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، فهم القدر المتيقن المتفق عليه.
قال ابن أبي الحديد في مقدمة شرح النهج: وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة، وتنتهي إليه كل فرقة، وتتجاذبه كل طائفة... ومن ذا يدعي البقاء على شريعة الله واعتناق ربقة الاسلام والموالاة لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو يعادي اله ويتنكر لهم، وهم الذين أوصى بهم وأكد أنهم لحمه ودمه ونفسه وأذاهم أذاه وبغضهم بغضه وحبهم حبه؟!
فيما نجد المناقب المسجلة لغيرهم في كثير من المفردات موضع كلام بين فرقتين من المسلمين على الأقل. وإذا فتشت الفرق والطوائف والعلماء والمصنفين وجدت هذا يغمض عين الرضا فيجرح ويسقط وقد يكفر، ويميل من هنا فلا يرى فيه إلا ما يحب، فيروي له مناقب ينكرها العقل ويرفضها اللب...
المهم، ان الذين حصل الاجماع على مناقبهم وتسالم عليهم الجميع هم أهل البيت فحسب، وإن كان ثمة اسم اخر فهو من خريجي مدرستهم والذائبين فيهم عليهم السلام، فهو منهم وصورة مصغرة عنهم.
ولعل أبرز مصداق لتسليم الجميع بفضائلهم عليهم السلام وكثرتها هو حديث المناشدة يوم الشورى (1).
ثالثا - تعرضت مناقب آل البيت عليهم السلام دون غيرهم إلى حرب شعواء طول خط التاريخ، حيث كانت أجهزة الاعلام والتوجيه بيد الحكام الظالمين الذين ما فتئوا يكيدون لأهل البيت الغوائل، ويسعون لطمس كل مآثرهم وإيجاد الحواجز والسدود المنيعة بينهم وبين الناس، ولكن شاء الله أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
.