الذي أرسل رحمة للعالمين، وأنا ابن الداعي إلى الله، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل البيت الذين كان جبرئيل ينزل عليهم، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم، فقال سبحانه وتعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) (1). واقتراف الحسنة مودتنا (2).
ولما نزلت (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) (3). فقالوا:
يا رسول الله كيف الصلاة عليك؟ فقال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.
فحق على كل مسلم أن يصلي علينا فريضة واجبة.
وأحل الله خمس الغنيمة لنا كما أحل له، وحرم الصدقة علينا كما حرم عليه صلى الله عليه وآله وسلم.
فأخرج جدي صلى الله عليه وآله وسلم يوم المباهلة من الأنفس أبى، ومن البنين أنا وأخي الحسين، ومن النساء فاطمة أمي، فنحن أهله ولحمه ودمه، ونحن منه وهو منا.
وهو يأتينا كل يوم عند طلوع الفجر فيقول: الصلاة يرحمكم الله، وتلي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (4).
وقد قال الله تعالى: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) (5).
فجدي صلى الله عليه وآله وسلم على بينة من ربه، وأبى الذي يتلو.، وهو شاهد منه.