سنويا، وأن يكون خمسة آلاف درهم من المال الموجود في بيت مال الكوفة للإمام (عليه السلام)، وأن لا يأخذ معاوية شيئا من بيت مال الكوفة، وأن يدفع للحسن (عليه السلام) جميع خراج دار الحرب ليدفعها (عليه السلام) إلى أبناء المستشهدين في الجمل والصفين، وأن يدفع معاوية مائة ألف دينار خالصة...
فعاهده على ذلك معاوية وحلف بالوفاء به وشهد بذلك جماعة، فقام الحسن (عليه السلام) خطيبا في الناس وقال: «أيها الناس إنكم لو طلبتم ما بين جابلقا وجابرسا رجلا جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما وجدتموه غيري وغير أخي، وأنتم تعلمون أن الله بجدي هداكم، وبه أنقذكم من الضلالة، وحماكم من الجهالة، وأعزكم بعد الذلة، وكثركم بعد القلة، وأن معاوية نازعني حقا هو لي، فتركته لصلاح الأمة وحقن دمائها، وقد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت، وقد رأيت أن أسالمه وأن يكون ما صنعت حجة على من كان يتمنى هذا الأمر (وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) (1)».
ثم قال: «يا أهل العراق إنما سخي عليكم (عنكم) بنفسي ثلاث: قتلكم أبي وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي».
ودخل الحسين (عليه السلام) على أخيه باكيا ثم خرج ضاحكا، فقال له مواليه: ما هذا؟ قال: العجب من دخولي على إمام أريد أن أعلمه، فقلت: ماذا دعاك إلى تسليم الخلافة؟ فقال: الذي دعا أباك فيما تقدم (2).
فلو أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قاتل ولم يبايع لأباد الناس جميعا إلا ثلاثة أو أربعة،