لهم فلا يسقون ولا يطعمون، فبعدا وسحقا لما كسبته أيديهم (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)» (1).
فدلع الناس ألسنة النفاق بالاعتذار، فكتب الإمام (عليه السلام) إلى معاوية كتابا قال فيه: «أما بعد; فإن خطبي انتهى اليأس من حق أحييته وباطل أمته وخطبك خطب من انتهى إلى مراده، وإنني أعتزل هذا الأمر واخليه لك وإن كان تخليتي إياه شرا لك في معادك، ولي شروط اشترطتها لا تبهظنك إن وفيت لي بها بعهد ولا تخف إن غدرت» وكتب الشروط في كتاب آخر فيه يمنيه بالوفاء وترك الغدر وستندم يا معاوية كما ندم غيرك ممن نهض في الباطل أو قعد عن الحق حتى لم ينفع الندم (2) والسلام».
ثم كتب (عليه السلام) كتاب الصلح إلى معاوية هذا نصه:
«بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان، صالحه على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرة الخلفاء الراشدين، وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد لأحد من بعده، عهدا بل يكون