الخصائص الفاطمية - الشيخ محمد باقر الكجوري - ج ٢ - الصفحة ٣٦٥
فيكون معنى (مرج البحرين) أي أرسل البحرين.
وذكر المفسرون وجوها لمعنى «البحرين»; قال المرحوم الطبرسي: «...
خلق البحرين العذب والمالح يلتقيان، ثم لا يختلط أحدهما بالآخر» (١).
﴿هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج﴾ (2) وهذا ليس عجيبا غريبا في قدرة الله جلت قدرته، ولكن الغرابة في تساوي سطحي البحرين وتماسهما من دون أن يختلطا ولا أن يبغي أحدهما على الآخر.
وقيل: أرسل البحرين وهما بحر فارس وبحر الروم، أرسلهما الله يدخلان في البحر المحيط، وكل منهما يصبح خليجا بالقياس إلى المحيط. أو المراد النهران اللذان يصبان في البحر المالح ويطويان فراسخ يجريان فيه دون أن يتغير طعمهما.
[كلام في البحار] لما بلغ بنا الكلام إلى هنا ناسب أن نتكلم شيئا عن بعض البحار وغرائبها لنعرف عظمة الخالق من عظمة المخلوق، ثم نعود إلى المقصود.
وفي كل شيء له آية * تدل على أنه واحد ومن غرائب البحار قضية المد والجزر، وفيهما حكمة غريبة يعلمها الله، وإن كان الحكماء يقولون: أن هيجان ماء البحر مثل هيجان الأخلاط في بدن الإنسان، وسبب ارتفاع الماء أن الماء يكون في موضع حار لتأثير الشمس وسائر الكواكب فيه، فتتحلل بعض أجزاءه لذلك وتطلب مكانا أوسع وتتدافع، وفي قعر البحر

(١) مجمع البيان ٩ / ٣٣٥.
(٢) الفرقان: ٥٣.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست