وبهذا الإسناد قال أمير المؤمنين (عليه السلام):... سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن المرأة ما هي؟ فقلنا: عورة، فقال: فمتى تكون أدنى من ربها؟ فلم ندر، فقالت فاطمة لعلي (عليهما السلام): ارجع إليه فأعلمه أن أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها، فانطلق فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما قالت فاطمة (عليها السلام)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن فاطمة بضعة مني (1).
بديهي أن بضعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لابد أن تكون في القمة في العفة والحياء التي تعد من خيرة الصفات سيما للنساء. وليس الحياء فحسب بل جميع الصفات الحسنة التي تليق بشأن خيرة نساء العالمين لابد أن تكون تامة كاملة في السيدة فاطمة الطاهرة، ويؤيده حديث «لولا علي لما كان لفاطمة كفؤ» (2) وذلك أن سيد الأولياء هو الأشرف بعد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومعنى أنه كفؤ فاطمة (عليها السلام) أنه لا يوجد لها كفؤ آخر قط، وقد ثبتت أفضلية أمير المؤمنين وأشرفيته على من على الأرض كافة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالأدلة العقلية والنقلية، وقد وردت النصوص القاطعة الكثيرة الخارجة عن حد البيان عن النبي في ذلك، ومنها ما رواه ابن بابويه في الأمالي، قال: حدثنا سعد بن الحكم بن أبي مريم بن أبية بن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي مرة، عن سلمة بن قيس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
«علي في السماء السابعة كالشمس في رابعة النهار، وفي الأرض وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل، أعطى الله عليا جزءا من الفضل لو قسم على أهل الأرض لوسعهم، وأعطاه الله من الفهم جزءا لو قسم على أهل الأرض لوسعهم، شبهت لينه بلين