ولا يخفى البتة أنهم أوصياء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي ﴿ما ينطق عن الهوى﴾ (1) وأهل البيت أدرى بما في البيت، ولتذهب كل الخيالات الواهية بعد النص النبوي الصريح «هما إمامان إن قاما وإن قعدا» (2).
وبغض النظر عما مضى، انظر إلى موقف الإمام (عليه السلام) حسب الأمور البشرية العادية وضمن تلك الظروف الموضوعية التي كانت في زمانه من النفاق المستشري بين أصحابه إلا القليل منهم، من قبيل عدي بن حاتم وقيس بن سعد بن عبادة وأمثالهم، أما الباقون فظاهرا في معسكر الإمام الحسن (عليه السلام) وباطنا مع معاوية، فإذا أمرهم الإمام بالتجمع والاستعداد للحرب تقدموا خطوة ورجعوا خطوتين، هؤلاء هم الذين تجمعوا في معسكر النخيلة ودير عبد الرحمن وشكلوا جيش الإمام (عليه السلام)، وهم الذين سحبوا البساط من تحته (عليه السلام) لما أحسوا بتزلزل الموقف ونهبوا أمواله، وهم الذين كاتبوا معاوية وبثوا جواسيسه وعيونه في كل مكان وتصوروا أنهم يدعمون ملكه ويشدون أزره ويغرونه بالحسن (عليه السلام)..
فلما نظر الحسن (عليه السلام) رأى حوله جيشا من المنافقين يحيطون به بأجسادهم وهم عسكر لمعاوية الذي استهواهم واستمالهم بجيفة الدينار والدرهم، وقادتهم يقاتلون بدافع حب الجاه والمنصب والنياشين، فلا فائدة في حرب قوامها هذا العسكر سوى التفريط بالدماء وإبادة العديد المعدود من خواص الإمام (3) وقتل الكثير ممن خرج على الإمام (عليه السلام) ومال إلى معاوية فهلك بذلك، فيلزم منه إبادة لما